قرار يستوفي كل شروط الجدارة والاستحقاق، ذلك ما اتخذه مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي باختيار مكتبة محمد بن راشد الشخصية الثقافية لجائزة العويس للإبداع في دورتها الثالثة والثلاثين.
المكتبة على قدر هذا التكريم الذي يعني الأهمية الثقافية لهذا الصرح المعرفي التنويري في الإمارات، من خلال عطائها الفكري، حيث موقعها المعماري الجمالي، وحيث محتواها الكبير من الكتب والمؤلفات المرجعية العربية والأجنبية، وحيث نشاطاتها الأسبوعية والشهرية المنتظمة التي تجمع ثقافة القراءة مع الثقافة البصرية، والموسيقية.
العنوان العام للمكتبة عنوان ثقافي يتضمن مبدئياً ثقافة القراءة التي هي رؤية دولة ورؤية قيادة بالدرجة الأولى بدءاً من عشرية القراءة ، مروراً بمبادرة تحدّي القراءة العربي، وليس انتهاء باحتفائيات القراءة في مارس من كل عام.
أشرت قبل نحو أسبوعين في هذا المكان إلى الدور الثقافي الحيوي الذي تؤدّيه مكتبة محمد بن راشد، وأساسه دور اجتماعي تربوي أخلاقي يقوم على العلاقة الحضارية بين الإنسان والكتاب، واعتبار القراءة فاصلة تحوّل ثقافي نحو مستقبل أكثر توازناً بين حاجات الإنسان المادية، وحاجاته الرّوحية، المعنوية التي تعني السلام والطمأنينة، والجمال.
حققت المكتبة هذه الحاجات وهذه القيم الأجمل في حياة الإنسان، وبذلك، استحقت هذه التحية المحترمة من جانب ندوة الثقافة والعلوم في دبي.
جاء في حيثيات قرار الندوة أن جائزة شخصية العام الثقافية تمنح لشخصية ذات شأن من مواطني الإمارات يكون لها إسهام كبير ومؤثر في دعم وتعزيز الحياة الثقافية بكل مجالاتها وألوانها وأشكالها.
المكتبة في هذا السياق مؤسسة ثقافة وقراءة وإبداع وتنوير، وبصمتها مشهودة يومياً في الحياة الثقافية الإماراتية، التي تنهض أولاً على المواطن الإماراتي، كما تنهض على نحو 200 جنسية من العالم تقرأ تراثها الأدبي والتاريخي في الصرح الجمالي الثقافي في دبي.
هنا ثلاث تحيات بهذه المناسبة من حق المثقف الإماراتي توجيهها أولاً إلى المكتبة، وثانياً إلى الندوة، وثالثاً إلى روح الرجل الذي ترتبط الجائزة باسمه: الشاعر الأديب سلطان بن علي العويس الذي وظف أخلاقه وثروته من أجل الثقافة والقراءة.
سلطان بن علي العويس فكرة جميلة في الثقافة العربية، وكان رجل اللؤلؤتين: لؤلؤة البحر، ولؤلؤة الشعر، وقد أحاطت أوشحته التقديرية والتكريمية بأكتاف العشرات من الشعراء المستحقين صداقة شاعر عربي إماراتي أحب بلاده، وأحب كل من انتمى بكليته الثقافية للغة العربية .
تحية لسلطان بن علي العويس في كل رمزياته الأدبية والثقافية.
التعليقات