عماد الدين أديب
محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق، والمرشح الرئاسي المنافس، دونالد ترامب هي أكبر دعاية انتخابية إيجابية لهذا المرشح.
تداعيات هذه المحاولة التي أصابته في أذنه وأدت إلى قتل أحد الحاضرين وإصابة اثنين، إضافة إلى قتل صاحب محاولة الاغتيال يمكن رصدها على النحو التالي:
أولاً: إثبات أن حالة التطرف الإنساني والاستقطاب التي كانت تسود البلاد ليست قاصرة على الحزب الجمهوري وحده، وكما أن هناك جنوناً وحماقة سياسية يمينية في أنصار الحزب الجمهوري، فإن هناك جنوناً راديكالياً وحماقة سياسية في يسار الديمقراطيين.
ثانياً: مثل هذه الأحداث ـ أمريكياً ـ دائماً تؤدي إلى حالة من التعاطف الإنساني مع الضحية من جانب «القوى المتأرجحة» أي القوى غير المرتبطة تنظيمياً بأي من الحزبين الرئيسيين، وهذه الكتلة هي «الكتلة الحرجة» التي يحسم صوتها الانتخابي مسار الانتخابات النهائي في الساعات الأخيرة.
ثالثاً: توقيت محاولة الاغتيال يأتي في لحظة حاسمة، وهي تسبق انعقاد المؤتمر الوطني الانتخابي في كنتاكي، الذي فيه التسمية النهائية لمرشح الحزب الجمهوري.
رابعاً: يطرح الحادث مرة أخرى السؤال حول موقف التشريعات الأمريكية حول حرية تراخيص شراء السلاح الشخصي في البلاد.
وجدير بالذكر أن هناك 400 مليون قطعة سلاح في الولايات المتحدة بتراخيص، فيما عدا السلاح غير المرخص وهي ظاهرة قديمة جديدة لا يمكن الحد منها بسبب قوة «لوبي السلاح».
بالطبع لا يمكن التغافل عن رد فعل دونالد ترامب التلقائي فور إصابته بالطلق الناري، أنه نهض وسار على قدميه ورفع قبضته في الهواء لتأكيد أنه المرشح القوي.
الآن أصبح لدى ترامب منطق متكامل يساعده في تسويق فكرته وهي: «أنا ضحية تزوير الانتخابات والآن حاولوا ملاحقتي بالتهم الجنائية الظالمة، وحينما فشلوا، وبعدما نجحت بشكل باهر في المناظرة مع بايدن حاولوا تصفيتي بالاغتيال».
كل الأحداث تخدم ترامب.
المشتبه به هو جمهوري سابق من مواليد بنسلفانيا عام 2003 يبلغ من العمر 20 عاماً أي يقل عاماً عن السن القانونية للحصول على ترخيص شراء سلاح.
هذا الشاب استخدم بندقية قناصة طويلة المدى وكان يعتلي سطح بناية مقابلة تماماً لمنصة خطاب ترامب.
لذلك كله يثار السؤال الآن كيف ترك هذا الشاب يعتلي هذا السطح، خاصة أن الخبرة التاريخية تقول إن الرئيس جون كينيدي قنص من على نقطة عالية!
التعليقات