عبدالله خلف

إقليم الشام جليل الشَّأن من ديار النبيين، ومركز الصّالحين، به القِبلةُ الأولى، وموضع الحشر والمسرى... والأرض المقدسة ومهجر إبراهيم عليه السلام وقرية طالُوت، وديار أيوب ومِحراب داود وعجائب سليمان ومُدنه وتُربة إسحاق وأمه ومولد المسيح ومقتل جالوت وحصنه.

... وقبة محمد، عليه الصلاة والسلام، وصخرة موسى وربوة عيسى ومِحراب زكريا ومعترك يحيى ومشاهد الأنبياء، وقرى أيوب ومنازل يعقوب والمسجد الأقصى الجليل.

... وجبل زيتا ومدينة عكّا وقبر موسى ومضجع إبراهيم وقبره ومدينة عسقلان وعين سلوان وموضع لقمان، ووادي كنعان ومدائن لوط وموضع الجنان ومساجد عمر ووقف عثمان، ومشهد بيسان، وباب حطّة.

... وباب السور وقبر مريم، وراحيل، ومَجْمع البحرين، وفيها فاكهة وخضار ومياه نمرة، ودمشق جنة الدنيا وجبل بُصرى وكُرومه. وطبرية والبحر والأغوار.

والبادية على تخوم الشام حيث تيماء، ويقال إنما سُميت هكذا لأنها شامة الكعبة وقيل لأرضها بها صخور بيض وحمر وسُود.

وأهل العراق يسمون كل ما كان وراء الفرات شاماً، كما يطلق عليها خُراسان المشرق.

وعندما كنا نزور دمشق في الستينات والسبعينات نجد نهر بردى في غاية الامتلاء... ونبع الفيجا كان بارداً وكلما فُتحت الحنفية يأخذ الماء في البرودة حتى يقارب درجة التّثلج... هكذا حتى انخفض نهر بردى وبدت صخوره ظاهرة للعيان بوضوح من انخفاض الماء.

قيل دمشق هي: إرَمَ ذات العماد التي لم يُخلق مثلُها في البلاد... وقيل إن اسم (دمشق) هو اسم بانيها (دمشق بن قاني بن مالك) وتعدّدت الأقوال.