خالد السليمان
من أجمل وأبهى وأسعد المواسم الاحتفالية التي تقدمها الأحساء: «موسم صرام الأحساء»؛ الذي افتتحه سمو محافظ الأحساء الأمير سعود بن طلال، ويحرص شخصياً على دعمه ورعايته لما له من رمزية مرتبطة بهوية المحافظة وارتباط تاريخي بزراعة التمور، وهو ارتباط لم يقتصر على محافظة الأحساء وحدها بل تعداها لجميع مناطق المملكة والدول المجاورة، فالأحساء كانت وما زالت وستبقى واحة النخيل الوارفة!
والموسم الذي يقام بتنفيذ وتمكين من المركز الوطني للنخيل والتمور وبإشراف وتنظيم أمانة الأحساء يأتي في إطار دعم وتمكين المزارعين، مما يسهم في دعم وتنمية قطاع زراعة التمور، فلهذا القطاع مساحة مهمة من اقتصاد المملكة قديماً وحديثاً، ناهيك عن الارتباط الثقافي للنخيل والتمور بهوية الإنسان السعودي، لذلك جاء الموسم مصحوبا بأجواء تراثية وثقافية ترفيهية تحتفي بحصاد التمور وترمز لقيمته في وجدان إنسان المنطقة والشعب السعودي عامة !
فالتمور كانت وما زالت رمزاً للكرم والضيافة عند السعوديين، يكرمون بها ضيوفهم في الداخل ويهدونها لأصدقائهم في الخارج، وبات الهدية الأمثل عند السياح الأجانب للعودة به إلى بلادهم عند مغادرة المملكة!
الاهتمام الذي توليه المملكة لقطاع التمور هو مزج بين الاستثمارين الاقتصادي والثقافي، لذلك تتفرد مواسم التمور في مناطق المملكة؛ التي تشتهر بزراعة أجود أنواع النخيل، باهتمام خاص يمتد جني ثماره طوال العام من خلال الاستفادة من صرام التمور في مواعيدها المختلفة من بداية نضجها وحتى اكتماله ليبقى حضوره دائماً على كل مائدة طوال أيام السنة في تقاليد توارثتها أجيال بعد أجيال، كما أن المتعة من التجول بين أنواع التمور وألوانها في أسواق التمور لا تعدلها متعة خاصة عندما تمتزج بلذة المذاق الذي لا يشبهه مذاق أي ثمرة أخرى!
باختصار.. قدمت لنا الأحساء في موسم صرام تمورها لحظات لا تنسى، في ظلال نخيل تعانق السماء وتضرب جذورها في أعماق الأرض.. سماؤنا الماطرة وأرضنا الخصبة!
التعليقات