سلطان ابراهيم الخلف

منذ يومين، مرّت علينا الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى المباركة، التي فاجأت الإرهابي نتنياهو الذي كان قبلها يشعر بأنه قد سيطر تماماً على زمام الأمور السياسية داخل كيانه وخارجه، حتى وصل به الأمر باعتبار أنه لم يعد هناك شيء اسمه قضية فلسطين، وأنه بصدد البدء بعملية التطبيع، ليسدل الستار عليها، حتى جرفه طوفان الأقصى، وأعاد ذكرى احتلال فلسطين أمام العالم من جديد، وبدّد أحلامه.

لقد كشفت عملية طوفان الأقصى عن اختراق استخباراتي فلسطيني غير مسبوق للأمن الصهيوني الأسطوري، ونجح الفلسطينيون المسلّحون في أسر العشرات من جنود ومستوطني الصهاينة، وصارت ورقة الأسرى من أهم الأوراق التي تؤرق الإرهابي نتنياهو، إذ لم يستطع حتى هذا اليوم من إنقاذهم كما عاهد أُسرهم، وصاروا يلاحقونه بالمظاهرات ويتهمونه بالفشل، وبتعريض أسراهم للموت، لرفضه قبول وقف إطلاق النار.

لا بد أن يكون الإرهابي نتنياهو أصيب بلوثة جنون، وهو يشن حرب إبادة على سكان غزة منذ عام. فقد فشل في القضاء على «حماس»، ولا يزال جنوده يتساقطون بنيران المقاومة الفلسطينية في غزة، كما لا تزال الصواريخ تطلق من غزة، وقد تسبّبت في هروب عشرات الآلاف من المستوطنين، وصاروا عبئاً ثقيلاً على عاتقه، يفضح فشله في توفير الأمن لهم، وإعادتهم إلى مستوطناتهم.

ولأنه فشل في القضاء على «حماس»، فقد توجه صوب لبنان، حيث فتح جبهة جديدة وأعلن الحرب على المقاومة اللبنانية في الجنوب، ليضيف عبئاً جديداً على جيشه المرهق والمستنزف، وهدّد باحتلال الجنوب، ودفع المدنيين للهروب نحو الشمال.

كما حرص نتنياهو بافتعال الحرب مع إيران، للضغط على أميركا وإشراكها في الحرب معه بشكل مباشر، من أجل رفع معنوياته المنهارة، رغم أن الإدارة الأميركية ترفض التورّط في مثل هذه الحرب، مع كل أنواع الدعم الذي تقدمه له من عسكري وإعلامي وسياسي واقتصادي، وربما هذه المرة الوحيدة التي لا يتفق الأميركان فيها مع حليفهم الإرهابي نتنياهو.

يواصل الإرهابي نتنياهو عدوانه العسكري دون أن يحقق أهدافه، وكل ما يفعله هو الانتقام من المدنيين في غزة والجنوب اللبناني، بتشجيع ودعم من البيت الأبيض الأميركي والاتحاد الأوروبي، لحفظ ماء وجهه، وإعادة الاعتبار له بعد أن فقد كاريزما الزعامة، وجنون العظمة، لكن بعد فوات الأوان، وحصوله على شهادة مجرم حرب مطلوب إلقاء القبض عليه من قبل محكمة جرائم الحرب الدولية، مع ما ينتظره من تهم قضائية داخل كيانه، تتعلق بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.