عبدالعزيز الفضلي

نعيش هذه الأيام الذكرى الأولى لانطلاق معركة طوفان الأقصى والتي بدأت في السابع من أكتوبر العام الماضي.

ولعل البعض يتساءل: ماذا استفاد أهل غزة غير الدمار؟

ونقول إنّ المقاومة لم تلجأ إلى هذه المعركة إلا بعد أن أُغلقت كل الأبواب في وجهها، وكما قال الشاعر:

إذا لم يكن إلّا الأسِنّةُ مركباً

فما حيلةُ المضطرِ إلّا ركُوبها

لقد طال الحصار وامتد لأكثر من 17 عاماً، مات فيه الناس من الجوع والأمراض!

كثرت الاقتحامات للمسجد الأقصى، وتم تقسيمه زمانياً ومكانياً بين المسلمين واليهود!

واستجلب الصهاينة البقرات الحمراء، إيذاءً ببدء هدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم!

تعرّض الأسرى الفلسطينيون من الرجال والنساء إلى الإهانات وسوء المعاملة!

تم الإعلان عن مشاريع اقتصادية كبرى إيذاناً بقرب انطلاق قطار التطبيع!

أصبحت قضية المسجد الأقصى وتحرير فلسطين في ذيل أولوية العرب والمسلمين، وكاد يطوي القضية النسيان.

لذلك جاءت عملية طوفان الأقصى لتُصحح المسار، ولتعيد القضية إلى مكانتها، وتُذكّر العرب والمسلمين بل والعالم بواجبهم تجاه القضية.

يقول البعض مستنكراً: لماذا تخدعون الناس بالقول «إن المقاومة انتصرت»!

ونقول: إن صمود أهل غزة وعدم انكسارهم ورفضهم التهجير برغم كل الدمار الذي تعرّضوا له انتصار، عدم تمكن العدو من السيطرة الكاملة على غزة انتصار، عدم إرجاع الكيان لأسراه انتصار، عدم القضاء على قادة المقاومة أو الوصول إليهم انتصار، استمرار إطلاق الصواريخ من غزة تجاه الأراضي المحتلة انتصار، استمرار عمليات المقاومة التي يتم فيها قتل وإصابة جنود الاحتلال وتدمير آلياته العسكرية انتصار، توسع دائرة الحرب ومشاركة أطراف أخرى دعماً للمقاومة في غزة انتصار، إيقاف قطار التطبيع انتصار، خروج الجماهير بالآلاف وإقامة الاعتصامات في معظم دول العالم دعماً للمقاومة انتصار، الاستنكار العالمي وإدانة الكيان الصهيوني في المحافل الدولية انتصار.

لذلك، ندعو كل حر وشريف وصاحب نخوة ومروءة بأن يدعم أهل غزة ولا يتخاذل عنهم، وأن يبذل كل ما يستطيع من أجل نُصرتهم استجابة لأمر الله تعالى: «وإنْ استنصروكم في الدِّين فعليكم النَّصر».

متفائلون بأن النصر حليف المجاهدين المرابطين في غزة، وبأن الله تعالى ناصرهم كيفما شاء ومتى شاء، وهو القائل سبحانه: «وكانَ حقّاً علينا نَصْرُ المُؤمنين».

X: @abdulaziz2002