عبدالعزيز الفضلي
أصبحت عصا السنوار التي ألقاها الشهيد بإذن الله يحيى السنوار، على طائرة الدرون التي دخلت المبنى الذي تحصّن به لتصور اللحظات الأخيرة من حياته، أصبحت هذه اللقطة أيقونة جديدة لأحرار العالم وأبطال المقاومة.
فصار يقال: (رميته بعصا السنوار) للدلالة على جهاد المرء وسعيه في دفع عدوه حتى الرمق الأخير.
السنوار، رحمه الله، أذلّ الصهاينة وأرغم أنوفهم يوم 7 أكتوبر عندما خطط مع إخوانه في كتائب عز الدين القسام لمعركة (طوفان الأقصى).
كما أهانهم وأخزاهم وبيّن عجزهم عند استشهاده، حينما اكتشف جيش الاحتلال أن الرجل الذي كانوا يحاصرونه في المبنى وكان يقاتلهم ويلحق بهم الخسائر، ولم يتمكنوا من القضاء عليه إلا بعد قصف المبنى بقذائف عدة، إنما هو المطلوب رقم 1 في قائمتهم!
لقد فضح السنوار عجز جيش الاحتلال برغم كل إمكاناته وأجهزة التجسس التي يمتلكها، ومع كل الدعم الاستخباراتي الذي قدمته له أميركا وأوروبا إلا أنها كلها عجزت عن تحديد مكان السنوار!
لقد كان السنوار، رحمه الله، رجلاً استثنائياً، في حياته ومماته، فلم يقبل الضيم، ولم يخنع لعدو، ولم يطأطئ الرأس لظالم، واستشهد مرفوع الهامة، يصدق فيه قول الشاعر:
عُلوٌ في الحياة وفي الممات
لحقٌ أنت إحدى المعجزات
إنّ وفاة أو استشهاد القادة لا يعني نهاية المعركة أو القضاء على المقاومة، فهذا عمر المختار لم يوقف إعدامه على يد المحتل الإيطالي مقاومة الشعب الليبي، ولم يتم القضاء على حركة حماس بعد اغتيال جيش الصهاينة لمؤسس الحركة الشهيد بإذن الله الشيخ أحمد ياسين، عام 2004، بل نرى أن الحركة أصبحت أكثر انتشاراً، وأصلب عوداً، وأقوى تسلّحاً، وأثبت رسوخاً.
إن استشهاد السنوار سيكون بإذن الله مشعل نور، ونبراس هداية، وقدوة حسنة لأهل الكفاح وثوّار التحرير.
فسلام الله عليك يا (أبا إبراهيم) وطبت حيّاً وميّتاً.
X : @abdulaziz2002
التعليقات