‏أين جمعية الهلال الأحمر، الذراع الإنسانية لبلد الإنسانية دولة الكويت، مما يحصل من مآسٍ طالت المدنيين، الذين لا يتحمّل جزء منهم وزر قرارات سياسية، قد نتطابق معها أو لا؟!

تعوّدنا على أن تكون «الهلال الأحمر» هي أول ذراع إنسانية دولية تمد يد المساعدة لكل الكوارث، التي تحصل في العالمين العربي والإسلامي، وحتى على المستوى الدولي، سواء كوارث طبيعية أو سياسية، إلا أننا فوجئنا بقرار حل مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي.

وأنا هنا لست بصدد مناقشة سبب هذا الحل، لأنّ مَنْ قرّر أدرى بالموضوع، ولكنني أتكلّم عن توقيت حل مجلس إدارة جمعية في غاية الأهمية، التي رفعت اسم الكويت عالياً في عالم الإنسانية، كانت في مصاف المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، التي تبادر بالإعانات والمساعدات.

عند تفجير مرفأ بيروت، كان جسر المساعدات، التي قدمتها «الهلال الأحمر الكويتي»، مع لبنان هو الجسر الأسرع والأقوى والأكبر، إلا انه في الأحداث الأخيرة تكاد تغيب الكويت عن المبادرة والمساعدات الإنسانية للبنان، مقارنة بدول الخليج، مثل المملكة العربية السعودية، والإمارات، وقطر، وغيرها.

سؤالنا هنا هو من منطلق حرصنا على تأكيد دور الكويت الإنساني والريادي في هذا الجانب، حيث ارتبط اسم الكويت بالدرجة الأولى بالجانب الإنساني، بعد كل الشواهد الإنسانية الماضية، التي كانت أغلبها تخرج من «الهلال الأحمر الكويتي»، إلى جانب الجمعيات الخيرية.

أكرّر مرة أخرى.. إنني لست بصدد تفنيد أسباب الحل، فمكة أدرى بشعابها، ومن ثم فإنّ من اتخذ القرار يعرف لماذا، ولكنني، كما قلت سابقاً، أناقش توقيت الحل، لأن لبنان في أصعب حالاته، فظروف المدنيين هناك، بغض النظر عن طائفتهم أو ديانتهم أو حزبهم، والحالات الإنسانية التي طالتهم في أقصى بقاع لبنان، تستدعي التدخل الإنساني من الكويت، بلد الإنسانية، ولا شيء غير ذلك.

إقبال الأحمد