سلطان الزايدي

كل المتابعين لمسيرة النجم الأسطوري «كريستيانو رونالدو» يتعجبون من طريقة تنفيذه ركلة الجزاء في مباراة التعاون ضمن بطولة كأس الملك. يكمن هذا التعجب في الطريقة التي نفذ بها ركلة الجزاء في وقت حساس ومصيري من المباراة، فلا يمكن لنجم بحجم الأسطورة «رونالدو» أن يتقدم لتنفيذ هذا الركلة بهذه الطريقة الغريبة؛ لذلك يحق لبعض النصراويين وغير النصراويين الخوض في هذا الأمر بطرح المزيد من الاستنتاجات، منهم مَن يقول: إن «رونالدو» لم يعد قادراً على العطاء من جميع النواحي البدنية والنفسية بسبب عامل السن المتقدم، وآخر يعتقد أن «رونالدو» بهذا التصرف يرسل رسالة خاصة تخص نادي النصر، وما يحدث فيه؛ بهدف تعديل بعض الجوانب الفنية في الفريق، وآخر يتحدث عن الملل، ويجد أنه قد داهم «رونالدو» بشكل غريب، وأصبح من الصعوبة التخلص من هذا الإحساس. جميع ما طرح قد يكون صحيحاً، لكن الأسطورة مع كل هذه الاحتمالات لم تساعده خبرته في تجاوز الكثير من المطبات، رغم أنه لو فعل لذهب معه الفريق بعيداً.

إذن لماذا يتجاهل «كريستيانو رونالدو» خبرته؟ ولماذا لا يوظفها في خدمة الفريق؟

في نهاية الأمر هو لاعب عالمي أسطوري له تأثيره في الفريق، ويستطيع أن يغير من حاله على كافة المستويات، فنية كانت أو معنوية. وهناك سؤال أكثر أهمية مما سبق، يتمثل في مدى قرب «رونالدو» من بقية الفريق، ومدى حجم الانسجام والتفاهم معهم داخل المستطيل الأخضر وخارجه، هذا الأمر تحديداً لا نشاهده من «رونالدو»، ولم يسبق لي أن شاهدته يتحدث في غرفة تبديل الملابس مع اللاعبين، كما يفعل كل قائد فريق.

في النصر فوضى إدارية وفنية واضحة و«كريستيانو رونالدو» شريك في هذه الفوضى.

إن النصر في هذه الفترة يحتاج لتضافر الجهود، واستثمار كل عوامل النجاح في الفريق لتخطي كل العقبات القادمة، فلم يعد أمام النصر كمنافسة إلا بطولتان؛ دوري روشن، والبطولة الآسيوية.

دمتم بخير،،،