خالد بن حمد المالك

تواصل المملكة استخدام علاقاتها الدولية المتميزة لمحاصرة إسرائيل بقرارات دولية لتنفيذ خيار الدولتين، وإيقاف القتال في فلسطين ولبنان، والترتيب لمباحثات تكميلية تفضي إلى تحقيق هذا الهدف، وتنزع من إسرائيل حججها الواهية، وادعاءاتها دون وجه حق بأنها تدافع عن نفسها.

* *

فبعد اجتماع التحالف الدولي لحل الدولتين باستضافة المملكة له بالرياض، وما تحقق من قرارات مهمة على طريق حل النزاعات القائمة بين إسرائيل وجيرانها، ها هي المملكة تنجح في حشد التأييد لهذا التوجه، باستضافتها في الحادي عشر من هذا الشهر لقمة متابعة عربية إسلامية مشتركة.

* *

وتأتي هذه القمة انطلاقاً من متابعة المملكة لتطورات الأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة، واستمرار العدوان الإسرائيلي الآثم على الأراضي الفلسطينية المحتلة، واتساع ذلك ليشمل لبنان، في محاولة للمساس بسيادتها، وسلامة أراضيها، وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية في إعلانها عن عقد هذه القمة.

* *

وفي البيان، إشارات مهمة إلى التداعيات الخطيرة لهذا العدوان على أمن واستقرار المنطقة، مع التأكيد على موقف المملكة الثابت بإدانة واستنكار استمرار إسرائيل في جرائمها، والانتهاكات التي يتعرَّض لها شعب لبنان الشقيق، أمام أنظار العالم، دون أن يوضع حد لهذه الجرائم غير المسبوقة.

* *

وبعد القمة العربية الإسلامية المشتركة التي عقدت بالرياض بتاريخ 11 من نوفمبر عام 2023م بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، ها نحن إذاً أمام مبادرة سعودية جديدة بعقد قمة عربية إسلامية مشتركة لبحث خطورة استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، والجمهورية اللبنانية، وتطورات الأوضاع الراهنة بالمنطقة.

* *

وتأتي القمة العربية الإسلامية الجديدة لتكون استكمالاً للقمة السابقة، وضمن التنسيق بين المملكة وأشقائها الدول العربية والإسلامية، لحل معضلات هذه الحرب الوحشية التي يقوم بها جيش العدو الإسرائيلي، بدعم من الغرب، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، مما أثَّر على أمن واستقرار بعض دول المنطقة، وحولها إلى ساحة لحروب دول أجنبية تحقيقاً لمصالحها ومصالح إسرائيل.

* *

إن استمرار المملكة باستثمار علاقاتها الدولية المتميزة في عقد مثل هذه القمم، وحشد التأييد للحقوق الفلسطينية والعربية، ومنع إسرائيل من مواصلة حرب الإبادة ضد جيرانها، يبقي الأمل في أن هناك حلولاً قادمة لتنفيذ خيار الدولتين، ومنع إسرائيل من مواصلة جرائمها.

* *

ومع أن إسرائيل سارعت بالتزامن مع عقد الاجتماع العالمي رفيع المستوى بالرياض الذي عنوانه الرئيس (خيار الدولتين) برفض هذا الخيار، وإصرارها على منع إقامة دولة فلسطينية، فإن هذا لا يغيِّر في الأمر شيئاً، إذا ما كان لدى أمريكا رغبة حقيقية في إقامة دولة فلسطينية، وطي ملف هذا الصراع الدامي الذي بدأ منذ عام 1948م ولن ينتهي أبداً ما بقيت إسرائيل مصرة على موقفها الرافض لقيام دولة فلسطينية مجاورة لها.