> في عام 1952 نشر الناقد البريطاني الراحل روجر مانڤيل مقالاً في الكتاب السنوي الذي كان يرأس تحريره، بعنوان «ثق بناقدك أصاب أو أخطأ».

> لم يكن القصد، كما يرد في النص، أن تقبل بخطأ ناقد (فهذا قد يحدث لأي منا)، بل أن تقبل به مرشداً ووسيطاً ومصدر علم ومعلومات. هذا إذا لم يكن السائد في كتاباته هو الخطأ وليس الصواب.

> في الزمن الحالي، حيث تُتيح المواقع ديمقراطية الرأي تحت راية النقد، لم يعد من الممكن استكشاف الناقد الذي يستطيع القارئ الالتزام به ومتابعته أكثر من سواه، أو دون سواه.

> لكن كما ذكرت سابقاً، النقد ليس وجهة نظر وليس رأياً بل علم وبصيرة وحكم مُستنتج من آلاف الأفلام المشاهدة. للأسف. احتراف دائم واهتمام كلي بكل شيء سينما.

> في مقالته، يذكر مانڤيل أن الناقد بما أنه منفصل عن فعل الصنعة الفيلمية مباشرة، عليه أن يكون قادراً على تقديم نفع لصانعي السينما وللجمهور. وحتى يكون نافعاً عليه أن يكون مُلمّاً على نحو كامل بكل ما له علاقة بالفيلم كفعل منفرد وبالسينما ككل.

> هناك حفنة من النقاد العرب الذين نستطيع أن نجد هذا الإلمام التام بينهم. الآخرون ممتنعون عن تفعيل وتوظيف النقد كما يجب أن يكون. والأكثر إيذاء ربما انتشار الندوات التي تتحدّث عن كل شيء يرد في السينما ما عدا السينما نفسها.

> هذا لأن نقد الأفلام فعل سهل، ليس كنقد الكتب أو نقد الموسيقى أو نقد اللوحة. كل ما يحتاج إليه المتطفل أن يُشاهد فيلماً (أو ما تيسر له منه) وقراءة نص أجنبي ثم الاستلهام والكتابة.

> أن يلتزم القارئ بناقد جيد أو اثنين يدرك قيمتهما، أفضل من متابعة عديدين كل منهم يدلو بدلو مختلف، بحيث يخرج القارئ بلا قرار أو يخرج تماماً من فعل قراءة أي نقد.