المملكة العربية السعودية، تخطو بثبات وبخطة مدروسة يقودها الملك سلمان بن عبد العزيز وعراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان، حتى يرى العالم صورة ذهنية حقيقية للمملكة، بعد أن تم تصدير صورة مغايرة، كان البعض يسعى أيضاً من خلالها لتشويه الدين الإسلامي، وكأن الإسلام معادٍ للتقدم وللفنون وللبهجة.

ما يجري في السعودية معادل موضوعي لنظرية الأواني المستطرقة، ارتفاع في أكثر من منسوب، وفي كل المجالات والإبداعات وبإيقاع متسارع ومحدد، يشمل كل أطياف الحياة متوازياً مع الفنون المرئية والسمعية، مترو الرياض الذي تم افتتاحه مؤخراً أراه يلعب دوراً إيجابياً في هذا الاتجاه، مثل مسابقة «القلم الذهبي»، التي تساهم بدور رئيس في إنعاش الحالة الأدبية الإبداعية.

أعلنت قبل أيام القائمة الطويلة للفائزين، نحو 50 عملاً، بينما عدد المتقدمين تجاوز بضعة آلاف، وهو ما يشكل دافعاً، يشمل كل من يكتب بالعربية وليس بالضرورة حاملاً الجنسية العربية، تفصيلة دقيقة ذات دلالة عميقة، من استبعدوا من القائمة الطويلة أتصور أنهم سوف يجتهدون أكثر وأكثر في المرات المقبلة، إنها ليست مسابقة المرة الواحدة، هناك خطة للاستمرار، لكي تنتعش الرواية العربية، ويواكب ذلك أيضاً انتعاش للسينما.

العمق الاستراتيجي هو بنك الأفكار المتجدد دوماً، والذي يضمن أن تتفتح كل الزهور على كل الشاشات.

يقولون إن الرياض تحاول أن تأخذ الشعلة من القاهرة، قبل نحو 40 عاماً أو أكثر قليلاً، عشنا أيضاً ونحن نستمع إلى صوت يقول السينما البديلة، المقصود أنها بديلة عن السينما المصرية، وقالوا إن تونس والجزائر ومراكش تسحب سجادة السينما من القاهرة، وبعدها رددوا أن دمشق تسحب الدراما التاريخية من القاهرة، بينما واقعياً نجاح الدراما والسينما والثقافة والفن في أي بلد عربي، يفتح الباب أمام الطاقات المكبوتة، لتصبح حافزاً للإبداع، ولو تتبعت بالأرقام الوجود المصري في الفعاليات بالمملكة، خلال السنوات الخمس الأخيرة، تكتشف أن مصر لها نصيب كبير.

نال عرض إيلي صعب النصيب «المعتبر» من الهجوم، خاصة الفنانات اللاتي لم يذهبن إلى افتتاح القاهرة، تجاهلنا متعمدين أن أغلب النجوم المصريين لا يشاركون عادة في افتتاح المهرجان، منذ انطلاقه عام 1976 وعشرات منهم كانوا هذا العام بالقاهرة ولم يشاركوا.

النجوم عادة لديهم حسابات متعددة، إلا أن هذا لا يمكن اعتباره «ترمومتر» الوطنية، عادل إمام مثلاً لم يحضر تقريباً أي افتتاح لمهرجان القاهرة طوال 45 دورة، بينما حضر افتتاح الدورة الأولى لمهرجان «الجونة»، هل يتناقض هذا مع وطنية عادل إمام؟

الوطن ليس فستان سهرة أو بدلة سموكن نرتديها في حفل ونضن عليها في آخر، الإفراط في استخدام تلك الأسلحة المسمومة بات عشوائياً، يشبه الشماريخ في الحفلات، مجرد أضواء في السماء وأصوات صاخبة تصم الأذان، فهل صرنا من مدمني (الشماريخ)!؟