توجد في اللهجة الكويتية، كملايين غيرها، كلمات تبدو أجنبية أو عربية، غريبة على لغة الدولة الرسمية، وأغلبيتها من لهجات الدول المجاورة لنا، أو من لهجات الجاليات التي لجأت للعمل أو الاستيطان في الكويت، وأصبحت مع الوقت جزءاً من نسيج الوطن. بعض تلك الكلمات تعرّبت وأصبحت جزءاً من لغة الدولة، وتم تقبلها إما لسهولتها أو لعدم وجود مرادف لها في اللهجة أو اللغة. فعندما أتت السيارة للبلاد جاءت بقطعها وأسمائها، ولم يكن أمام من يتعامل معها تقبلها كما هي، أو إيجاد ترجمة لها، وهذا ليس بالأمر السهل، فقد أطلق على مصابيح السيارة الخلفية كلمة باكلايت، وأصلها Backlight، وفص وسكن First & Second على إضاءات السيارة الأمامية، المنخفضة والعالية، ودشبول Dashboard أي لوحة الساعات، والكير أو Gear أي مبدل سرعة السيارة، والأكس، أي Axel وهكذا. كما أخذنا كلمات أخرى، غالبا أيضا، من الإنكليزية والتركية، لأسباب بديهية، إضافة لغيرها التي اكتسبناها من تعامل تجّار وبحارة وقباطنة الكويت، في النصف الأول من القرن الماضي، مع المدن الساحلية الإيرانية والأفريقية والهندية. والغريب أن كل بناة السفن، الأساتذة، كانوا من «القلاليف»، وهم عرب من البحرين، لكن أسماء أغلبية أجزاء السفينة فارسية. كما أخذنا عن الإنكليزي كلمات مثل «وايد» Wide، أي عميق أو كثير، وغيرها. ومن الاسبانية أخذنا قطو El gato والقميص، والمخدة، ومن الإيرانية الدروازة، أي «درباز» و «بادكير»، أو صائد الهواء، وتفق أي بندقية tüfek، وفشق أي الرصاصة، ومنها أخذنا برغي burgu، وجام أي الزجاج çam، وجنطة اي الحقيبة çanta، وتِتِن «التبغ» tütün، وبيز أي الخرقة التي تستعمل للإمساك بالأواني الساخنة، وبيرق التي تعني العلم في الفارسية والتركية bayrak، وكلبچة، أي قيد الشرطة الحديدي Kelepçe، وجول أي الأرض الفضاء çöl، وچينكو، أي اللوح المعدني المموج çinko، ودوشق أي الفراش döşek، وسختچي، أي متلاعب Sahteçi، وبوش، أي فاضي boş، وقبَق أو غطاء kapac، ونطلقها أيضا على غطاء محرك السيارة. وقَرِي، أي «الرجوع للخلف»، geri، وغايش، أي حزام Kayış، وقيمر، «قشطة» kaymak، وماشة، «ماسكة الشعر»، masa ومطّارة matara أي براد الماء المصنوع من القماش، وياقة القميص yaka، وتنكة، اي وعاء الصفيح teneke، وسِرا، اي طابور أو دور Sıra، وبردة أو ستارة perde، وهي إيرانية أيضاً مثل ميوه، أي فاكهة meyve، ولكن أو طشت lelgen، وعرموط «كمثرى» armüt، ويواش، أي هدئ yavaŞ، وزفت أو «قار» zift، وطرشي أو مخلل tursu، وايشارب eşarp، ومجموعة أخرى من الكلمات، مثل قوملق، دندرمة، وشلايتي وهتلي.

كما أخذ الفرس والأتراك، والأقليات، غير العربية، التي تعيش بيننا، من أكراد وآشوريين وكلدان، وغيرهم كلمات عديدة من العربية إلى لغاتهم الوطنية أو لهجاتهم، وهي كلمات يصعب حصرها لضخامة عددها.

وطلب مني الصديق والنائب والوزير السابق عبدالوهاب الهارون مراجعة سلسلة كتب الراحل «حمد السعيدان»، «الموسوعة الكويتية المختصرة». كما هناك كتاب «اللهجة الكويتية، مسيرة وتوثيق»، للأخ حمد الحمد، كما سبق هؤلاء كبار سابقون من أمثال عبدالعزيز الرشيد، وعبدالله الحاتم، لكن مساحة المقال لا تسمح بالرجوع لأي منها.


أحمد الصراف