لا تزال هناك فجوة بين من أكمل التعليم الجامعي أو أي مستوى أعلى أو أقل من ذلك وبين متطلبات سوق العمل الحديث لا بد من الاهتمام بها ومعالجتها بتدريب الشباب والشابات على مهارات وسلوكيات سوق العمل الحديث كما ذكرت الذي يختلف عن سوق العمل التقليدي الذي كان يقبل بأي حامل شهادة بصرف النظر عن المهارات والسلوكيات التي ربما أصبحت اليوم أهم من المستوى التعليمي. وجسر هذه الهوة بالتدريب يتطلب جهداً مكثفاً ليس فقط من الجهات الحكومية المسؤولة إنما من مؤسسات المجتمع وبالذات المؤسسات غير الربحية التي تتلقى الدعم الحكومي وتبرعات من مصادر عديدة بما في ذلك من الأفراد الذين يحرصون على مساعدة الشباب للحصول على فرص العمل..
ولا يعفي ذلك الشركات والبنوك الكبرى من تخصيص جزء من مخصصات المسؤولية الاجتماعية لديها لهذا الغرض.. وهذا كله سيكون مقدراً من القيادة العليا والحكومة التي تسعى بكل جدية لتخفيض نسبة البطالة بين السعوديين التي وصلت إلى 7% قبل الموعد المتوقع لذلك حسب الرؤية بنهاية 2030 أي بعد 6 سنوات وهذا ما جعل عراب الرؤية ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان يوجه بتعديل النسبة المستهدفة لتصبح 5% في نهاية مدة الرؤية.
وقد يقول قائل وما هي المهارات وسلوكيات العمل التي يجب أن يكتسبها الشباب والشابات بعد حصولهم على الشهادات التعليمية والجواب سأقوم بتلخيصه في آخر المقال وذلك من خلال ما طرح أكثر من مرة في منتديات عقدت وتعقد كل عام وأهمها منتدى مسك العالمي في نسخته الثامنة لعام 2024 الذي أقيم الأسبوع الماضي الذي يعد منصة عالمية تجمع نخبة من القادة والمبدعين وصناع التغيير وقد شارك فيه أكثر من 150 متحدثاً عبر ما يزيد على 100 جلسة حوارية وأكثر من 30 ورشة عمل مميزة تحفز على الإبداع والتفكير وتقديم تجارب فريدة في مجال المهارات مع لقاء الشباب الموهوبين ما يوفر لهم بيئة خصبة للتعلم والتطوير لتحقيق مستقبل أفضل للجميع .. ومن جانبه قال وزير التعليم يوسف البنيان في إحدى جلسات منتدى مسك العالمي 2024 (لقد عملنا وفق حزمة من المبادرات الهادفة لإعداد الشباب والشابات مبكراً للمستقبل وسوق العمل وتنمية معارفهم في مختلف المجالات وتطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل لديهم لسد الفجوة بين مخرجات العملية التعليمية ومتطلبات سوق العمل المحلي والعالمي) واختتم وزير التعليم حديثه بنصيحة للشباب والشابات بضرورة التمسك بالقيم والتواضع والاستمرارية في التعليم ضمن رحلة تطوير متواصلة مع العناية بقيم العمل كأحد ركائز تحقق الاستدامة والنمو المهني.
وأخيراً: ترتكز عملية التدريب المطلوبة على تأهيل الشباب والشابات على مهارات أساسية لدخول سوق العمل ومن أهمها: كيفية إعداد السيرة الذاتية وكذلك أسلوب الحديث والتواصل اللفظي والمكتوب إضافة إلى إتقان لغة الجسد في المقابلة الشخصية للوظيفة. ثم هناك مهارات أخرى تساعد على الاندماج والتميز في بيئة العمل مثل: تعلم أهمية الانضباط في مواعيد العمل والمشاركة الفاعلة في الاجتماعات وحسن المظهر وإتقان اللغات وغيرها من المهارات الحديثة.
وكما أشرت فإن القطاع غير الربحي يمكن أن يتولى تنظيم هذه الدورات بدعم من المتبرعين كما فعلت جمعية التنمية الأهلية في محافظة حريملاء التي تحرص على تقديم برامج نوعية ومنها ما يخص الشباب والمؤمل أن تضع الجمعيات المماثلة هذه الدورات ضمن برامجها.
- آخر تحديث :
التعليقات