سيكتب تاريخ يوم الأربعاء 25 جمادى الأولى 1446هـ الموافق 27 نوفمبر 2024م في أجمل صفحات تاريخ مدينة الرياض، هذه المدينة القابعة في عمق الصحراء بكل ما فيها من جمال وازدهار ونماء، بكل ما فيها من تاريخ وثقافة وتراث، بكل ما فيها من سكان مواطنين ومقيمين وزوار وسياح، بكل ما فيها من تغيير وتطوير وتطور، هذه المدينة الممتدة عبر الزمان والمكان والضاربة في عمق الوجدان السعودي، هذه المدينة التي شهدت القصة الأهم في التاريخ السعودي وهي توحيد المملكة العربية السعودية، عاصمة العواصم التي بنيت وبانت ووضحت واتضحت في ظل هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.

إننا سنتذكر جميعنا هذا المشروع العملاق "قطار الرياض"، وسنتابع نجاحات هذا المشروع الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، والذي يُعد العمود الفقري لـ"شبكة النقل العام بمدينة الرياض"، وأحد عناصر منظومة النقل في المدينة، ويعتبر واحدا من أهم المشاريع الكبرى التي تشهدها المملكة في هذا العهد الزاهر، فهو مشروع كبير يتميز بمواصفاته التصميمية وتقنياته العالية.

إن مشروع قطار الرياض يعد مشروعا متكاملا، وهو يعمل بالطاقة الكهربائية بنظام "القطار الآلي بدون سائق" يتكون من 6 خطوط بطول 176 كلم وبه 85 محطة منها 4 محطات رئيسة، ويتكامل مع مشروع الحافلات الذي سبق تشغيلية بأطوال 1900 كلم، ويتكون من 185 قطاراً وبه 448 عربة وجميعها بتصاميم عصرية،، وتبلغ طاقته الاستيعابية 3.6 ملايين راكب يومياً ويوفر 19 منشأة لركن السيارات و7 مواقع لمبيت القطارات وصيانتها، تتوزع محطاته لتكون 4 محطات على سطح الأرض، و34 محطة علوية و47 محطة تحت سطح الأرض، وتضم بعض محطاته محلات تجارية ومواقف سيارات.

إن مشروع قطار الرياض سيسهم في رفع جودة الحياة في مدينة الرياض لكل القاطنين من مواطنين ومقيمين وسيخدم أيضاً السياح والزوار، وقد تم الافتتاح في ظل ابتهاج رسمي وشعبي.. وتابع الملايين هذا المشروع العملاق عبر التلفزيونات ومواقع التواصل الاجتماعي، وتنتقل الرياض من مجرد مدينة كبيرة إلى مدينة عالمية حين تأخذنا مع مشاريعها إلى مضاهاة الدول العالمية بمدنها القديمة والجديدة، ولتكمل رحلتها في أن تكون مدينة فاتنة بكل ما فيها، تأسرك وتجذبك بكل ما فيها، أسست وكبرت ونمت وكانت فريدة بكل ما فيها فهي محط الأنظار وطريق جديد ومهم لكل أولئك الذين يسيحون فيها ويزورونها، فكيف بساكنيها الذين يزدادون حباً وتعلقاً بها.