فيصل الشامسي
تترنم العبارات في الحناجر، وتتسابق الكلمات في التعبير عن حب الوطن ومكانته في القلوب، كيف لا! وهو الأمن والأمان والاطمئنان، فيه يجد الإنسان سكينته واستقراره، وينهل من خيراته، وينعم بالسعادة في أرجائه، ويستظل في ظل قيادته، التي توفر له سبل العيش الكريم، وتحقق له السعادة وجودة الحياة، وتسعى إلى رفعة شأنه ومكانته.
نستذكر في هذه الأيام العزيزة التي تصادف ذكرى عيد الاتحاد الثالث والخمسين لدولتنا الغالية ما بذله الوالد المؤسس الشيخ زايد والشيخ راشد، طيب الله ثراهم، وإخوانهما الآباء المؤسسون، طيب الله ثراهم، الذين ضربوا أروع الأمثلة بالتكاتف والتلاحم وبتضحياتهم وتقديم كل غالٍ ونفيس في بناء الوطن وترسيخ أركان اتحاده وتشييد بنيانه، حتى غدا آية للناظرين، وبرهاناً للعالمين، وأنموذجاً حضارياً ملهماً للناس أجمعين.
وغدت دولة الإمارات كذلك، كما وصفها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بقوله: «الإمارات مثل النور، قدوة للآخرين» نعم، فقيم الشيخ زايد نور، نقتدي بها ونجعلها في نهجنا، وفي أعمالنا وأقوالنا، نستشعرها في صباحنا ومسائنا، هذه القيم ترتقي بالإنسان، وتجعله يوجّه طاقته للمزيد من البنيان، فمن مدرسة الشيخ زايد، رحمه الله، نتعلم الخلق الكريم والتواضع، والأوصاف الرصينة، التي هي أساس في حياة كل إنسان.
كما أن صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، حريص على شباب الوطن الذين هم أعمدته وأساس نهضته وتنميته وازدهاره، فسموه يدعوهم دائماً للتحلي بمعاني الشهامة والنبل والأخلاق الفاضلة، ويحثهم عليها في جميع المواقف والمناسبات، حيث قال سموه في أحد اللقاءات التي جمعته بشباب الوطن: «نريد أن نرسل رسالة إيجابية إلى العالم عن سمعة الإمارات وعاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا ومعانينا».
وقال سموه، في لقاء آخر جمعه بالمواطنين: «هذه التجارب أظهرت المعدن الحقيقي لعيال الإمارات (عيال زايد)، وهذا المعدن لا يظهر إلا من بيت طيب، وهذا البيت الطيب نحن محظوظون فيه كمسؤولين، لأن هذه البلاد لا تقوم إلا على الأشراف الذين لديهم عزة نفس وكرامة وتضحية».
قيادتنا الحكيمة توجه لنا رسائلها الإيجابية، التي ترسم لنا خارطة الطريق لوطن أكثر تقدماً، من خلال بناء الشخصية الإماراتية المتفردة، التي تسهم في بناء حاضرها، واستشراف مستقبلها، من خلال إظهار الشخصية الإماراتية وسماتها الإيجابية، ونشر ثقافتها محلياً ودولياً، شخصية تسعى دائماً إلى الحصول على المزيد من العلوم والمعارف والمهارات، لتسهم في تقدم الوطن ورفعته، شخصية تحرص على الانفتاح المعرفي الواعي مع حرصها على الحفاظ على قيمها ومبادئها وعاداتها وهويتها الوطنية وتعتز بها.
شخصية حب الوطن متجذر في ثناياها وأركانها، قيمها الإخلاص والولاء والوفاء للوطن وقيادته الحكيمة، شخصية تسعى إلى وحدة الصف والكلمة، تقف خلف قيادتها الحكيمة ببذلها وعطائها المتدفق، شخصية تصون الأمانة، وهدفها المحافظة على راية الإمارات خفاقة عالية شامخة لوطن يعتلي القمم، وهام السحاب بكل ثقة وإيمان واقتدار.
توجهات قيادتنا الحكيمة راقية تجاه المستقبل، من خلال الاستكشافات العلمية في الأرض والفضاء، والاستثمار في بناء الإنسان وتنمية العقول، وتسعى إلى بناء جسور التواصل مع الآخرين، وتقريب وجهات النظر بين الدول، وحل النزاعات والصراعات بالطرق السلمية، وتبذل الجهود، لمساعدة الإنسانية من حولنا، وترسيخ الأمن والأمان العالمي لا سيما في الشرق الأوسط، وتهدف إلى نشر السلام والتسامح والتعايش، ونبذ العنصرية والكراهية والإرهاب.
دولتنا بتوجهاتها الواضحة وقيمها الناصعة كسبت ثقة العالم، من المصداقية والشفافية والنزاهة، حيث إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يؤكد بقوله: «أهم ما نملك في دولة الإمارات هي المصداقية والقيم، وهذه القيم لا بد من أن نزرعها في أهلنا وعيالنا، وأن نجعل من سمعة بلادنا سمعة جميلة، ذات قيمة» وهذه القيم الإماراتية المتلألئة وسمعتها الناصعة جعلتها محل الأنظار ومقصد الزوار، ومركزاً للتشاور والحوار.
رسالتي للجميع بأن نضاعف الجهود وكل الإمكانات التي نستطيع بذلها، كل في مجاله وبقدر طاقته لوطن أكثر رفعة ورقياً وازدهاراً وأكثر أمناً ومنعة واتحاداً، وأن نحافظ على مكتسبات الوطن، التي تحققت العقود الماضية، ونستثمرها في البناء والعطاء وفق رؤية قيادتنا الحكيمة بكل همة ونشاط، وما بذله والدنا الشيخ زايد والآباء المؤسسون، رحمهم الله، وما تبذله قيادتنا الحكيمة من جهود عظيمة، وما قدمه جنودنا البواسل من تضحيات، وما يقدمه المخلصون تجاه هذا الوطن المعطاء، وقصص الكفاح وتحمل الصعاب، وقصص التضحية والإخلاص، وقصص النجاحات والإنجازات يجب أن تخلد في الصفحات المشرقة، ولا بد أن تدرس وتغرس في الأجيال القادمة.
نعاهد قيادتنا الحكيمة بأن نظل على العهد، ونعمل بجد واجتهاد، مغلبين المصلحة الوطنية العليا على ما سواها، وأن نقف خلف قيادتنا الحكيمة في كل الظروف كالجسد الواحد، مسخرين كل ما نملك من علم ومهارة وجهد ووقت، ليبقى البيت متوحداً، وراية الوطن خفاقة عالية.
التعليقات