خالد بن حمد المالك

لم يترك الأمير محمد بن سلمان لنا بقية في الكلام لم يقله عن أهمية استضافة المملكة لكأس العالم، فقد تحدث فأوجز، ولكنه قال ما يجب أن يُقال، وعبّر كما ينبغي أن يُعبر عنه، ووضعنا في صورة أهمية هذا الحدث، بما لا زيادة عليه، أو إضافة له، إلا من باب التعبير عن فرحنا وسعادتنا بما تم تحقيقه.

* *

أهمية استضافة المملكة لكأس العالم أنها تتزامن مع انفتاح المملكة، وتحولها إلى دولة ملهمة في كل شيء في عهد جدّد وطوّر وغيّر وأضاف، وجعل العالم يتابع هذا الحدث الجميل، والتغيير المستهدف لتحسين جودة الحياة في المملكة، باهتمام بالغ، وإعجاب منقطع النظير.

* *

سيكون العالم إذاً أمام نسخة استثنائية لهذا المحفل الأكثر أهمية في عالم كرة القدم، كأول دولة عبر التاريخ تستضيف هذا الحدث بتواجد 48 منتخباً من قارات العالم، ما يتعين رفع مستوى جودة الحياة في بلادنا بما يتفق ومستهدفات رؤية المملكة 2030 حيث إن الرياضة تعد أحد أبرز برامج الرؤية.

* *

ومع استضافة المملكة عام 2034 لكأس العالم، سيكون المواطنون والمقيمون على موعد ليشاركوا في ممارسة الرياضة، فضلاً عن صقل قدرات الرياضيين، وتحسين الأداء الرياضي للألعاب الرياضية كافة - كما هو معلن - بما يجعل المملكة وجهة عالمية تنافسية في استضافة الأحداث الرياضية الدولية.

* *

ليس هذا فقط، ولكن استضافتها لكأس العالم، فرصة للمملكة لإبراز نفسها كوجهة اقتصادية واستثمارية ورياضية وسياحية وثقافية وترفيهية، ليتعرف الملايين من زوار المملكة على إرثها وموروثها الحضاري والتاريخي، ومخزونها الثقافي العميق الذي تتميز به.

* *

وضمن الاهتمام بتنظيم كأس العالم فقد أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان عن تأسيس هيئة عليا لاستضافة كأس العالم 2034 برئاسة سموه وعضوية عدد من الوزراء ورؤساء الهيئات والمستشارين، فور إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رسمياً فوز المملكة باستضافة كأس العالم، ما يفسّر مبكراً الاهتمام بتقديم نسخة غير عادية في استضافة المملكة، وجعل هذه الاستضافة حديث العالم، وجزءا من تاريخ كأس العالم الذي لن يُنسى.

* *

لقد بدأت الاستعدادات مبكراً، وقبل الإعلان الرسمي بفوز المملكة باستضافة كأس العالم، حيث تم تحديد المدن التي ستقام فيها المباريات، والملاعب الجديدة التي سيتم إنشاؤها، والمرافق التي ستكون جزءاً من توفير النجاح لهذا الحدث الرياضي المهم، وكلها جُهزت تصاميمها، وتكاليفها، وفترة إنجازها، مما جعل الاتحاد الدولي يختارها دون منافس، ويتحدث عن أنها نسخة تاريخية لا سابق لها من قبل.

* *

ومن المؤكد الذي لا يحتاج إلى تأكيد ، أن السنوات العشر القادمة التي تفصلنا عن تنظيم كأس العالم سوف تتحول مدن المملكة خلالها إلى ورش عمل وبناء وتخطيط، بما لا سابق له، حيث الملاعب والفنادق والمطارات والطرق والترفيه وغيرها مما يعكس الاستثمار غير العادي في مشروع تنظيم كأس العالم.

* *

ومما ينبغي ذكره فإن تنظيم كأس العالم كان ضمن الاهتمامات المبكرة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وكان واحداً من مشاريعه الكبرى، وكنا على يقين تام بأن أحداً من دول العالم لن يستطيع الدخول في المنافسة متى علم أن المملكة في شخص محمد بن سلمان سوف تتقدم بالاستضافة، وهذا ما حدث، حيث قدمت المملكة ملفاً مقنعاً، وملبياً بأكثر مما يُطالب به الفيفا، وهو ما جعله الملف المميز المقبول بلا منافس، بل إنه عكس صورة لتنظيم تاريخي لم ولن يتكرر.

* *

إذاً هذه هي المملكة بمشاريعها في الدرعية، والقدية، والداون تاون الجديد، بمربعها وبرجها، بحديقة الملك سلمان، وبالمسار الرياضي، بنيوم، والعلا، وجزر من البحر الأحمر، والسودة، باستضافة اكسبو، وكأس آسيا لكرة القدم، الدولة العربية في مجموعة العشرين، بحرميها الشريفين، وثقلها السياسي والديني والتاريخي، وأخيراً بتنظيمها لكأس العالم.