حسين الراوي

‏ها هي الآن سورية حرة نظيفة طاهرة ‏بعد 54 عاماً قضتها تحت حكم آل الأسد بالظلم والقتل والاستبداد والخوف والرعب والسجون والمعتقلات!

‏لم أشاهد، ولم أقرأ أبداً، ولم أسمع نهائياً، أن هناك دولة بكامل أجهزتها الأمنية والعسكرية وترسانة أسلحتها وكامل جيشها، سقطت وانهارت في غضون ما يُقارب 10 أيام فقط! ‏

‏تحرك أبناء الشعب السوري الثوار الأحرار على حكم الطاغية بشار الأسد ومن معه من أنصار والكثير من الميليشيات الإيرانية وميليشيات حزب الله وقوات من الجيش الروسي، فكتب الله تعالى لهم أن يحرروا البلدات السورية بلدة تلو الأخرى بلا مقاومة شرسة من قِبل كل تلك العناصر المسلحة التي استعان بها بشار الأسد ضد شعبه منذ سنوات طويلة، وهذا لأن تلك العناصر المسلحة جميعها بث الله بفضله في قلوبهم الرعب والخوف والقلق من ملاقاة أبناء سورية الثوار الأحرار.

إلى وقت نشر هذا المقال تفيد بعض وكالات الأخبار بأن القوات الروسية المتواجدة منذ عام 2015 في سورية، انسحبت من شمال شرق سورية، متجهة للتجمع في القاعدة الجوية للقوات الروسية في مدينة حميميم، وإلى القاعدة البحرية للقوات الروسية في طرطوس المطلة على البحر المتوسط، ولعلها تُغادر سورية بشكل كامل.

ولقد هربت الميليشيات المذكورة من مواقعها وتركت خلفها الكثير من معداتها وأسلحتها! والكثير من المعسكرات والعربات والصواريخ والأسلحة! وهربت كذلك من سورية باقي الميليشيات الأجنبية المسلحة.

لم نسمع ونشاهد فيديوهات فيها صيحات طائفية، بل إن الكثير من تلك الفيديوهات سمعنا فيها: شكراً لله عز وجل، وثناءً على الله عز وجل، وتوحيداً لله عز وجل، وسمعناهم يرددون التكبير: «الله أكبر الله أكبر» وهُم ينتقلون من موقع إلى آخر، وكذلك رأيناهم وهُم يفتحون أبواب المعتقلات والسجون ويطلبون من المسجونين ترديد: «الله أكبر الله أكبر».

في الأيام السابقة في بداية العمليات العسكرية لأبناء سورية الأحرار، تداولت الكثير من وسائل الإعلام أخباراً تحكي عن نيّة الميليشيات العراقية التابعة لطهران الدخول إلى الأراضي السورية، من أجل الدفاع عن بشار الأسد والقتال ضد الثوار من أبناء الشعب السوري، لكنّ الكثيرين لا يعرفون بأن الله عز وجل غرس في قلوب عناصر تلك الميليشيات الجُبن والخوف والرعب والنفاق منذ أمد بعيد، وهي تخسأ أن تجرؤ على الدخول نحو أي شبر في داخل الأرض السورية.

‏في نهاية المقال... نتمنى أن يُعيد أبناء وبنات سورية الكرام بناء دولتهم الجديدة بعزم وإخلاص وثقة، وأن يعيدوا لسورية وجهها العربي الأصيل، ودينها الإسلامي الحنيف البعيد عن الإرهاب والعنف، وأن يجعلوا سورية كما كانت سابقاً موطناً للعلم في جميع حقوله المختلفة.