جميل جدا أن يصحح الإنسان أخطاءه بالاستفادة من كل تفاصيل التجارب السابقة، لكن في بعض الأحيان يكون شكل اظهار كل الاستعدادات والمتابعة، فيه نوع من المبالغة، ما قد يثير بعض الاستغراب.

الاستعدادات ومتابعة بطولة كأس الخليج العربي 26 التي ستقام على ارضنا الحبيبة، بعد ما حصل من مشاكل في التجربة الرياضية الاخيرة وما اثير حولها من ردود فعل، كانت معظمها سلبية، أعتقد أن فيها نوعا من المبالغة من حيث اظهار الحرص والمتابعة.

الكويت مرت بتجارب رياضية وبطولات خليجية كثيرة في سنوات سابقة، كانت من أن أنجح بطولات المنطقة. والجو العام لهذه الدورة يبدو حماسيا وابداعيا وجميلا. إلا أنه وبسبب ما شعرنا فيه من خيبة امل وشعورنا أننا أقل من أن نُنجح بطولة، لا يستدعي ابدا ان يعقد مجلس الوزراء جلسته في استاد جابر، في خطوة على ما يبدو، للايحاء للشعب الكويتي بحرص الدولة ممثلة بكل جهازها التنفيذي على نجاح الحدث.

(وهذا مطلوب بالتأكيد) ولكن بشكله العام امر.. وليسمح لي البعض ان اقول، ان فيه من المبالغة في أن يتواجد كل الوزراء في استاد جابر الذي ستقام عليه معظم مباريات البطولة.

نحتاج إلى بعض الهدوء، فدول كثيرة نظمت بطولات عالمية وكبيرة ونجحت فيها ولم تجتمع كل السلطة التنفيذية في ملعب او استاد، لأنها - اي البطولة - وضعت في يد محترفين متخصصين في هذا النوع من المناسبات، ومن ثم فهناك يقين بنجاحها وبهدوء.

جميل جدا الاهتمام والحرص ونشر جو حماسي لاستقبال الحدث، ولكن المبالغة في الامر.. قد توحي بنتائج اكبر بكثير مما سينتهي الامر عليه. وهو بالطبع ما لا نتمناه ابدا ولا يبدو عليه الامر حتى الان.

التغطية الاعلامية للحدث جميلة جدا، والابداع الفني رائع، ولكن ذلك كله سيحدث حتى لو لم يعقد مجلس الوزراء جلسته باستاد الشيخ جابر.

وسامحوني.


إقبال الأحمد