سنجد أن «أهلا» ستصبح أرحبوا، ويا هلا وغلا، ويا لله حيهم.. هكذا هي الثقافة السعودية ثقافة تأخذ القوالب العامة للكلام، وتحيله إلى قوالبها الخاصة، ولغتها المؤثرة. اللغة -اللهجة- التي تتشكل على أفواه القلوب قبل الألسن في لغة الاحتفاء السعودي. تجيير لغوي رصين، واستدامة للمفردات وتمدد من خلال مساحة واسعة من مفردات منطوقة تأخذ روح الحفاوة والترحيب وتصاغ بلكنة ثقافية خصوصية ومفردات ذات طابع ثقافي مناطقي. بلد عظيم تتنوع فيه الثقافات وتتشابه فيه ذاتية الكرم والاحتفاء.
وعندما يكون الحديث عن بطولة كأس العالم لكرة القدم، فإن الحديث يكون عن لعبة استطاعت أن تكون لعبة شعبية، ولعبة عالمية في الوقت نفسه، ومن خلال هذه الحقيقة أصبحت البطولة المرتبطة بها تمثل احتفال ثقافي، واجتماعيا إنسانيا يحضى باهتمام دارسي المجتمعات خصوصا متخصصي علم الاجتماع الذين يرون أن تأثير هذه المستديرة أصبح جديرا بأن تخصص له الدراسات والأوراق البحثية، فلقد أصبح هناك مجتمع كروي، وجمهور كروي، ودول برز فيها نجوم كرة قدم على مستوى العالم، وأصبحت وسيلة من الوسائل التي تجمع الناس في مكان واحد ليتحقق من خلالها مبدأ التعارف والتقارب بين كل مجتمعات الدنيا.
فوز المملكة العربية السعودية باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2034م ليس حدثا رياضيا عابرا، بل إنه يدخل ضمن مفاهيم وفلسفة التنمية المستدامة، فالحفاظ على الثروات من أجل استدامتها للأجيال القادمة يحقق جزء من أجزاء الاستدامة، والفوز بترشيح حالي ينفذ في وقت لاحق يعني استدامة.
الفترة بين إعلان الفوز والتنفيذ استدامة توظف بعدة طرق من ضمنها بعث روح الفوز وإحياء روح الحدث السابق المتمثل في الفوز، والقادم المتمثل في التنفيذ الفعلي وبينهما عرض لكل تطور في تجهيز وتهيئة البنية، وهذا يكون بين وقت وآخر من خلال حملات إعلامية أو إعلانية وبرامج ثقافية تستثمر الفعاليات الرياضية وبقية الفعاليات المصاحبة والمناسبة.
التعامل باحترافية ثقافية وإعلامية مع خبر الاستضافة يعني حدث ممتد غير منقطع بدأت نقطة انطلاقه الفعلية بعد الإعلان، وتستمر إلى الانطلاق وصول إلى أقصى درجة يمكن للذكاء الاحترافي الإعلامي الثقافي أن يستثمرها، فكأس العالم لكرة القدم لم يعد فعالية كروية، وأصبح حدث ثقافي ممتد الجسور ومفتوح القنوات مع الإعلام والاجتماع والترفيه والسياحة والسياسة والاقتصاد وأذهب بهذا القطار الممتد من الكلمات إلى أقصى ما يمكن أن تجمعه من المفردات الدالة على حقيقة مفادها أن هناك صناعة إبداعية موازية ومرافقه وقبلية وبعدية لإقامة كأس العالم 2034م.
ف»أهلا بالعالم» بصوت سعودي واحد موحد، وبروح سعودية تشيع الحب والحفاوة والكرم.
التعليقات