أحمد الجميعة

العام 2025 الذي أطلق عليه وزير الإعلام سلمان الدوسري بعام التأثير هو العنوان الأكثر جاذبية وحيوية بالنسبة لنا كسعوديين، والأقرب للواقع الذي نعيشه مع قيادتنا الملهمة، ورؤيتنا الطموحة، وشعبنا المخلص في انتمائه وولائه، واعتزازه بهويته وقيمه وتاريخه وحضارته، وشغفه بالعمل المتواصل في صناعة الفارق، واستحضار النجاح في كل مهمة نحو التقدم والتنمية.

التأثير الذي تحدث عنه الوزير في ملتقى «صنّاع التأثير» قبل أسبوعين، هو كيف نترك أثراً في حياة الآخرين دون أن يكلفنا ذلك شيئاً، وهذا المفهوم المدعوم بخاصيته الإنسانية والنفسية يجعلنا اليوم أمام حالة تجرد مع الذات، ومصالحة مع الواقع، وتحضير للقيم في مهمة نهوض الآخر، ومنحه الفرصة التي يكون فيها هو المستقبل، وكل هذا غير مكلف، فالكلمة الطيبة، والقدوة الحسنة، والتحفيز، وروح الفريق، كل ذلك وأكثر لا نصنع فيها يوم إنسان وسعادته فقط، بل نصنع حياته.

يروي الوزير الدوسري قصته حينما كان طالباً في المتوسطة، وكتب تعليقاً على مقالة أحد الكتّاب في صحيفة الشرق الأوسط، وكيف قرر المسؤول عن صفحة الرأي أن ينشر ذلك التعقيب دون أن يكلفه ذلك شيئاً، ولكنه ترك أثراً في صناعة حياة شاب مرّ به الزمن ليكون رئيساً لتحرير الصحيفة نفسها، وأكثر من ذلك وزيراً للإعلام.

قصة أخرى لوزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي حينما كان في زيارات تفقدية لأسر ضمانية في جدة، والتقى بسيدة كبيرة في السن، وسألها عن حاجتها، وكان يتوقع أن يكون ذلك الاحتياج تأمين مستلزمات منزلها، ولكنه تفاجأ بأنها تطلب مساعدتها في قبول ابنتها في الجامعة، وقالت بالحرف الواحد للوزير «تتعلّم وتصرف علينا»، وفعلاً تم قبولها في الجامعة ولم يكلف ذلك الأمر شيئاً، واليوم هذه الفتاة تخرجت بتفوق، وتوظفت، وتعول أسرتها التي استغنت عن إعانة الضمان، وأيضاً هذه القصة كانت سبباً في تأسيس «جمعية تعلُّم» التي يرأسها الوزير الراجحي اليوم لمساعدة أبناء الضمان الاجتماعي لمواصلة تعليمهم.

وقصة ثالثة لسمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة الذي عبّر عن اعتزازه بالمواطنة ماريا الجشي، وهي تنجح في مهمة دولية، وتمثّل وطنها في إنجاز ملف معقد أمضى عشر سنوات دون حل؛ لتجد الفتاة التي منحها المسؤول الفرصة نفسها على موعد مع النجاح والتميّز.

قصص كثيرة جداً في مجتمعنا تركت أثراً في حياة الآخرين دون أن يكلفهم ذلك شيئاً؛ فقط أن نمنحهم الفرصة، ونقف إلى جانبهم؛ فكم من طالب صنعه معلمه بالتحفيز، وكم من موظف مكّنه قائده بالعمل لتحمّل المسؤولية، وكم من رجل أعمال تبنى شباباً هم رواد أعمال المستقبل، وكم من مواطن قال كلمة طيبة في حق أخيه وصنع له حياته.

اليوم مع بداية عام التأثير 2025 لدينا الكثير من الفرص التي نصنع فيها حياة الآخرين ولا يكلفنا ذلك شيئاً؛ ونتطلع أن تكون وزارة الإعلام وهيئاتها هي الرائدة في توثيق قصص التأثير التي نعيشها كل يوم في مجتمعنا، ونصنع منها محتوى للأجيال.. وللوطن.