هذه ليست المرة الأولى التي يدخل فيها لبنان "مرحلة جديدة" تدفعه إلى أن يتطلّع بثقة إلى الغد، ويرفع الآمال العظام ويعد بالأعمال الجسام، ولكنّه، في كل مرة، كان يقع في كمائن الصفقات والتسويات والتدليس والخبث، تحت مسمّى "الواقعية السياسية" ووفق قواعد "أفضل الممكن"، فينقلب التفاؤل إلى تشاؤم وتُهدر الفرص وتتآكل الدولة!لا شيء يضمن، راهناً، عدم تكرار ما حصل سابقاً، فمكوّنات العودة إلى ما كانت عليه الحال متوافرة بقوة، فالكلام الجميل الذي صدر من هنا وهناك، يبقى مجرد كلام إذا لم يُرفق بآلية تنفيذية واضحة وشفافة قادرة على نقل المرتجى من الورق إلى الواقع!صحيح أنّ المعطيات الموضوعية تصب في خانة تحقيق الإنجازات على هذا المستوى، ولكنّ الصحيح أكثر أنها ليست المرة الأولى التي يتمسكن فيها "حزب الله" حتى يتمكن، وليس أدل على ذلك سوى تلك الانحناءة الشهيرة، بعد انتصار "ثورة 14 آذار" بكل معطياتها المحلية والإقليمية والدولية، وما عاد وأعقبها، بمجرد توافر الظروف، من انقلاب أمني-عسكري- دموي انتهى إلى انقلاب ...