عبدالله خلف

كان التعليم بسيطاً قبل عقود من الزمن، وكانت أوائله تلاوة وحفظ القرآن الكريم، والارتباط بأخلاقيات منها الالتزام بالعهود والمواثيق حتى تراجعت.

كانت لي محاضرة في جامعة الكويت، ومما ذكرته أن خطوط الكتابة ساءت عند المواطنين، والسبب إجراء خاطئ من وزارة التربية، حيث إنها ألغت مادة الخط من منهج التعليم، وكنا نتلقى كراسات فيها أنواع الخطوط منها: الثُّلث والنّسخ والفارسي والريحاني والرقعة والديواني والكوفي.

ونبغ من الشعوب العربية في الخطوط على جدران المساجد والمعاهد في تركيا قبل تسييس التعليم، والدولة غير العربية التي مازالت تحافظ على الخط وتعلمه في المدارس والمعاهد هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

تركيا نهجت نهجاً كارثياً عندما أزالت من ثقافتها الكبرى الحرف القرآني العربي بالخط غير العربي وأقامت مكانه الحرف اللاتيني، وطالب كُتاب أن تسير بلادهم بنهج تركيا وتلغي الحرف العربي، فيهم أدباء وكُتاب عرب مع الأسف.

حسُنت كتابة الخط العربي عنده، وهذا يُعدُّ شهادة، فتطلبه جهات حكومية مثل التسجيل العقاري والبلدية وإدارة الجوازات؛ لذا تم اختيار والدي خلف حسين التيلجي، رحمه الله، مديراً للجوازات في فترة كان الجواز بمثابة شهادة الجنسية...

ومن حسُنتْ كتابة خطه عنده يُخْتار للعمل في دائرة الحكومة... وليكون كاتب الدولة في كل العهود التاريخية السابقة قبل أن تعرف الآلة الكاتبة... ومطابع الدولة الرسمية، وفي ديوان الإدارة الرسمية.

عند الإمارة كانت المكاتبات في مخاطبة رؤساء الحكومات، فيقوم بالكتابة خطاط الإمارة، هكذا حتى انتشر الكُتاب في مؤسسات الدولة كما هو في عهود الحضارات السابقة.

هكذا الخطاطون من كتاب الأمراء والملوك والرؤساء.