ان يستنزف لبنان اكثر من نصف قرن منذ اندلاع الحرب فيه وعليه عام 1975 لكي يبدأ فعلاً وواقعاً مسيرة استعادة سيادته من رهن الاستباحة لهي مأساة بذاتها ولو احتفى اللبنانيون بأن أوان الخلاص قد حان. تعيدنا محطة احياء الذكرى الـ43 لاستشهاد الرئيس بشير الجميل هذه السنة، بالاستثنائية التي طبعتها لدى شريحة واسعة من اللبنانيين جعلتها أشبه بمناسبة استقلالية خالصة تعيد الاعتبار لرمز لا يزال يستقطب أجيالا شابة لم تعرفه، إلى الحقائق الصعبة التي يستحيل التنكر لها في مسار لبنان الحالي الذي يشد رحاله إلى دولة ذات سيادة غير منقوصة. إذا كانت 43 عاما، منذ اغتيال بشير الجميل، بكل ما حفلت بها من احداث وحروب وازمات وحقبات وظروف متبدلة، أفضت الان، إلى الشعور الحقيقي بأن لبنان بدأ منذ اشهر فقط استعادة وجهه وهويته ...