في الوقت الذي يتصارع فيه اللبنانيون طائفياً على "المياه المعبّأة"، وصل الرئيس السوري إلى موسكو للقاء "عدوّه" السابق كما عنونت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية يوم أمس، مفتتحاً مرحلة جديدة من العلاقات بين سوريا ما بعد بشار الأسد، وروسيا الحليف التاريخيّ لنظام آل الأسد ومطلقاً بالمناسبة علاقة شخصية بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. إنها السياسة الواقعية التي يفتقر إليها البعض في لبنان، من أسرى الماضي: فئة لا تزال تعيش في زمن الحرب الباردة أي قبل سقوط جدار برلين، مع كل الشعارات التي أنتجتها الديكتاتوريات العسكرية العربية السابقة، وفئة لا تزال تواظب على استثمار الأوهام التي زرعتها أيديولوجيا النظام الإيراني المتخمة بالغيبيّات والأساطير. والاستثمار هنا يصل أحياناً إلى حد الهذيان ويحول دون تحرّر العقول من زمن ...