عادل المرزوقي

في كل عام، ومع إعلان دبي لموازنتها الجديدة، نشعر بأننا أمام فصل آخر يُضاف إلى قصة استثنائية عنوانها الإنسان. قصة صاغتها رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي آمن بأن التنمية تبدأ من الإنسان وتنتهي إليه، وأن رفاهيته ليست بنداً في الميزانية، وإنما تشكل جوهرها وركيزتها الأساسية. وتأتي موازنة «حكومة دبي 2026 – 2028»، التي يصل حجم إنفاقها إلى 302.7 مليار درهم، لتجسّد هذه الحقيقة، فهي ليست مجرد أرقام مالية، بل رسائل واضحة، ووعود مُلتزم بها، ومسار طويل من التخطيط المدروس، الذي يهدف إلى ترسيخ مكانة دبي كإحدى أفضل 3 مدن اقتصادية في العالم بحلول عام 2033.

جاء إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن الموازنة العامة، حاملاً رسائل واضحة، تؤكد أن الإنسان يظل دائماً في صدارة الأولويات. فحين يُخصَّص ما يقارب ثلث الإنفاق العام 28 % لقطاع التنمية الاجتماعية، فإن ذلك يترجم رؤية دبي بأن الإنسان ليس مجرد عنصر في منظومة الإنتاج، بل هو محركها الأول، وغايتها الأسمى. إن الاهتمام بالرفاهية وجودة الحياة، وتعزيز الأمن الاجتماعي، وتطوير الخدمات، وتوفير تعليم وصحة بمعايير عالمية، ليست مشاريع آنية أو مبادرات عابرة، بل هي ركائز تُبنى عليها مدينة تُصمَّم لتمنح كل من يعيش فيها فرصة حقيقية، ليكون جزءاً من مستقبل يليق بطموحاته، ويعكس المكانة التي تطمح إليها دبي على مستوى العالم.

كما تجسّد الموازنة ما تتحلى به دبي من جرأة اقتصادية، وثقة راسخة في مسار نموّها، وهو ما ينعكس في تخصيص 48 % من الإنفاق لمشاريع البنية التحتية وريادة الأعمال والقطاعات المحفّزة للنمو. وبهذا توجّه الإمارة رسالة واضحة لمجتمع الأعمال، بأنها تستعد لمرحلة جديدة من الانطلاق، تقودها الرقمنة والذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة. إنها بيئة تنمو بثبات، وتتسع جاذبيتها بصورة مستمرة، وتبرهن قدرتها على استقطاب المستثمرين وروّاد الأعمال، ممن يبحثون عن مدينة تجمع بين الاستدامة والفرص والوضوح في السياسات المالية.

مسار:

الموازنة تمثل انطلاقة جديدة نحو غدٍ أكثر تنافسية، وأكثر جذباً للاستثمار والمواهب والأفكار.