عثمان بن حمد أباالخيل

في حياتنا الاجتماعية هناك مظاهر خداعة ونفاق اجتماعي وحب كرسي الوظيفة والسلطة وتناقض في السلوكيات.

هناك آباء يخطئون بحق بناتهم من غير قصد، ولكنهم لا يصححون الخطأ حين معرفته معادلة صعبة لكنها تحدث هنا وهناك، وكلمة عيب وترديد هذه العبارة (وش يقول الناس عنا) لماذا لا نسمع لبناتنا المتزوجات؟ لماذا لا ننقذ بناتنا من شر وسلطة رجال لا يعرفون معنى الرجولة؟ لماذا نتجاهل صراخ بناتنا ونصم آذاننا؟

نعم، هذا هو واقع شريحة من مجتمعنا، وكما ذكرت هناك من يردد أنت بنت حمولة عيب عيب. بنت الحمولة أليس لها مشاعر كبقية البنات؟ ولماذا هذا التميّز الكاذب؟ هناك آباء كثر يجبرون بناتهم على الاستمرار مع أزواجهم بحجة ربما يعتدل ويصبح رجلاً: ما هذا الكلام؟ هل نضحي ببناتنا وراحتهن وسعادتهن على أمل أن يغير الزوج طبعه وتغير الطبع صعب وربما مستحيل. إني أحمل الآباء فشل معظم الزيجات، إنه فشل اختيار الزوج المناسب الزوج الصالح الذي يخاف الله. الفتاة في مجتمعنا رأيها في اختيار الزوج قليل إنها تعتمد على ولي أمرها في تقرير مصيرها؟

لماذا هذه العشوائية في اختيار الزوج وهل العشوائية وصلت إلى فلذات أكبادنا؟ ولماذا بنت الحمولة هي التي تتحمل أخطاء والدها؟ لماذا ينظر المجتمع للمطلقة نظرة عتاب ولوم ويحملها مسئولية الطلاق؟ لماذا تختلف نظرة المجتمع للرجل الذي طلق زوجته؟ لماذا يمارس الرجل حياته الطبيعية بعد الطلاق أما المرأة المطلقة فينظر إليها المجتمع نظرة غير سوية؟ متى تموت هذه النظرة السلبية للمطلقات في مجتمعنا.

طلاق المرأة عن زوجها يمثل انتهاء تجربة من حياتها تترك آثارا نفسية واجتماعية عليها. وعلى الرغم من أن الطرفين بحاجة لإعادة بناء حياة جديدة بعد الانفصال، إلا أن التحدي أمام المرأة يكون أكثر صعوبة في ظل النظرة المجتمعية السلبية تجاهها، فالنظرة سلبية وقاتلة، لا تهاون فيها ولا رحمة، ينظرها المجتمع إلى المرأة المطلقة، وكأنها ارتكبت جرمًا أو فاحشة، نتيجة فهم خاطئ للعرف الاجتماعي، بالإضافة إلى بعض الموروثات والعادات التي قد تمنعها من ممارسة حياتها بعد الطلاق بشكل طبيعي. نحتاج إلى تغيير النظرة التي يتعامل بها المجتمع مع المرأة بعد الطلاق لنساعدها على أن تبدأ حياة جديدة حياة تتخطى ألم التجربة السابقة، كذلك نحتاج استخدام المنظور الفني لتصحيح الصورة النمطية عن المرأة المطلقة، والتي اكتسبت من العادات والتقاليد وثقافة المجتمعات، وترسخت في أذهان الرجال والنساء.

الإحصائيات تسجل وجود 350 ألف مطلقة في المملكة، وهو رقم يعكس حجم ظاهرة الطلاق وتأثيرها الاجتماعي كذلك إن سجلات وزارة العدل والهيئة العامة للإحصاء 2025 سُجل نحو 57.595 حالة طلاق في المملكة، بمتوسط 157 حالة يوميًا، وبلغت نسبة الطلاق في السعودية 2025 12.6 %.

واقع مخيف على الجهات المختصة عقد الندوات والمحاضرات والحوارات في الجامعات والقنوات الفضائية الرسمية وخطب يوم الجمعة لدراسة وتحليل ووضع الحلول. في رأيي الشخصي سوء والتعجل في اختيار الزوج المناسب والزوجة المناسبة هو السبب الرئيس في كثرة حالات الطلاق.

همسة

(لا تحزني، فالطلاق ليس نهاية الحياة وهو فرصة لبداية جديدة ملئها الأمل والسعادة وتجاوز مأساة الماضي).