أحمد محمد الشحي
تواصل دولة الإمارات جهودها الإنسانية في غزة، بنهج وطني راسخ يعكس منهجها المشرق في الوقوف إلى جانب الإنسان في أصعب اللحظات، منهج تأسس على قيم البذل والعطاء والرحمة والمسؤولية الأخلاقية، منهج يقوم على إرث وطني ممتد من عهد زايد الخير، طيب الله ثراه، الذي جعل مساندة المحتاجين في كل مكان ركيزة أساسية ثابتة للسياسة الخارجية، ومبدأ لا يتغير بتغير الظروف ولا يتبدل بتبدل المواقف، ولا يعرف التردد ولا ينتظر المقابل، لأن العطاء في القاموس الإماراتي قيمة عليا، وعلى هذا النهج الأصيل تسير قيادة دولة الإمارات لتفتح أذرعها لكل محتاج ومنكوب في أي بقعة من الأرض.
وفي خضم ما يمر به أهالي غزة من معاناة متفاقمة بسبب الحرب وتداعياتها تأتي مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بتجهيز «سفينة محمد بن راشد الإنسانية»، لتترجم هذا النهج الإنساني الراسخ لدولة الإمارات في مساعدة الأشقاء، وبالأخص تجاه أهل غزة وفلسطين، حيث جرى العمل ميدانياً في مركز دبي للمعارض – إكسبو لتجهيز هذه السفينة، التي تحمل سلاسل غذائية تضم أكثر من 10 ملايين وجبة، ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، لتبحر بعد تجهيزها إلى قطاع غزة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق وتلبية احتياجات أهالي غزة في هذه الظروف الصعبة، وخاصة فيما يتعلق بتوفير الغذاء وإطعام الجائعين الذي هو من أنبل صور العطاء وأعظمها أثراً وأجراً.
إن هذه الجهود الإنسانية التي تبذلها دولة الإمارات لمساعدة أهل غزة هي امتداد لمسار مستدام تبنته دولة الإمارات في مساعدة غزة منذ سنوات، شمل إرسال مساعدات غذائية وطبية وإيوائية وغيرها، وإقامة مستشفيات ميدانية، ومحطات تنقية مياه، وتوفير علاج للجرحى والمرضى، عبر إغاثات برية وبحرية وجوية، لم تتوقف على شكل معين من المساعدات، بل شملت مختلف أنواع المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الناس في هذه المنطقة المكلومة بسبب الحرب.
إن «سفينة محمد بن راشد الإنسانية» تحمل في ثناياها رسالة دولة الإمارات، رسالة الخير والمحبة والسلام، رسالة تؤكد للعالم أن الإمارات بقيادتها وشعبها بلسم للمكلومين، وسند للمحتاجين، رسالة تقول لأهالي غزة إن يد الإمارات ستبقى ممتدة إليهم، تعمل بكل ما تستطيع لمساندتهم، ورفع المعاناة عنهم، وإن تلك السواعد التي تجهز السفينة وتلك الأيادي التي تحمل سلال الخير تترجم قلب الإمارات النابض بالرحمة، وتعكس نهج قيادتها الرشيدة التي تعمل من أجل الإنسان، وتضع راحته وسعادته فوق كل اعتبار.
ولا ينفصل هذا الدعم الإنساني المستمر لأهل غزة عن الدعم السياسي الثابت الذي تقدمه دولة الإمارات للقضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية، فالدبلوماسية الإماراتية تعمل على قدم وساق لتحقيق السلام العادل والشامل، الذي يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويؤسس لدولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، لتعكس المساعدات الإنسانية والدعم السياسي مسيرة التضامن الإماراتي مع الشعب الفلسطيني الشقيق على مختلف الأصعدة، منذ عهد زايد الخير وإلى يومنا هذا.
لقد أكدت دولة الإمارات إدانتها التامة لكافة صور الاعتداء على الشعب الفلسطيني، ودعت لحشد الجهود الدولية والإقليمية لإنهاء حالة الصراع، وإحلال السلام العادل، الذي ينال به الشعب الفلسطيني حقوقه، ويعيش باستقرار ووئام، وساندت مختلف الجهود الرامية لتحقيق هذا المسار الضروري لنجدة أهل غزة والشعب الفلسطيني الشقيق، وعدم الاكتفاء بالحلول السطحية أو أنصاف الحلول، حتى لا تتكرر صفحات المأساة الفلسطينية بين كل فترة وحين، إيماناً منها بحق الشعب الفلسطيني بأن يعيش بكرامة ورخاء وأمان، فكان صوت دولة الإمارات صوت عطاء وكرم، وصوت عقل وحكمة، ينادي بمعالجة الداء من جذوره، ويمد يد الإغاثة بكل ما يستطيع.
إن «سفينة محمد بن راشد الإنسانية» حلقة في سلسلة مستدامة من العطاء الإماراتي الذي لا يتوقف، انطلاقاً من سياسة دولة الإمارات في الوقوف مع الأشقاء، وترجمة لنهجها الثابت في دعمهم ومساندتهم، وخاصة في أوقات الشدائد والأزمات، لتغدو دولة الإمارات نموذجاً يحتذى في التضامن الإنساني، وتبقى رسالتها رسالة الأمل والعطاء نبراساً للعالم أجمع، تعكس نهجها الوطني الأصيل وقيمها الحضارية المثلى.















التعليقات