عبده الأسمري
ما بين «جيولوجية» الصخور و»كيميائية» المعادن و»استثنائية» الهندسة.. مضى عبر «طرق» تماثلت ما بين وعورة «البدايات» وصيرورة «النهايات» كاتباً جملته الاسمية من مبتدأ «الأولوية» وخبر «الأفضلية» حاصداً لقب «وزير البترول» الأول من بين ثنايا «الثقة» وأمام عطايا «التوثيق».
تشكلت «مسيرته» في تنوع تماثل ما بين أمنيات أطلقها من عمق «الغيب» ووقائع نالها في أفق «النصيب» محولاً «الاغتراب» إلى مزيج «فاخر» وظف من خلاله دواعي «الدراسة» ومساعي «الفراسة» ليقف على «هرم» المسؤولية بأحقية «الوزير» وأسبقية «الخبير».
إنه معالي الشيخ عبدالله بن حمود الطريقي رحمه الله أول وزير بترول في السعودية وأحد أبرز الوزراء ورجال التنمية.
بوجه «نجدي» ندي يتشابه مع والده وأخواله وملامح باسمة تعلوها ابتسامة «الرضا» وتسكنها «استدامة» الصفاء وعينان واسعتان تسطعان بنظرات «واثقة» وتقاسيم مسجوعة بحنكة وحكمة تتكامل على محيا عامر بالأزياء الوطنية الأنيقة وشخصية لطيفة المعشر ودودة التعامل جميلة الوصال رائعة القول نبيلة المقصد وكاريزما تتسطر وسطها صفات «الأدب» وسمات «التهذيب» ولغة مزيجة ما بين وطنية «بيضاء» في الحياة العامة وفصيحة عميقة في منصات «القرار» مع مخزون «لغوي» فريد مرتبط بمكنون مهني منفرد وحضور «ساطع» بالأثر في «مؤتمرات الخارج» وتواجد «شافع» بالتأثير في «محافل الداخل» وأسم «معروف» في «منظمات النفط» و»صدى» واسع في «اقتصاديات البترول» قضى الطريقي من عمره «عقودا» وهو يرفع راية «الوطن» على خارطة العالم ويحقق «غاية» التخطيط في أفق «التنمية» كخبير نفط ووزير بترول ورجل دولة وأنموذج مرحلة ترك اسمه في «قوائم» «البارعين» وأبقى صيته في مقامات «المبدعين».
في «الزلفي» حاضرة «نجد» وناضرة «المجد» ولد الطريقي عام 1918 وانطلقت «أصداء» الفرح في منزل والده الوجيه المعروف بين قومه بسخاء اليد ولين الفؤاد وتكاملت في محيط «المكان» وأفق «الزمان» تباشير النبأ الميمون الذي ملأ أجواء «طويق» بتعابير «السرور».
تفتحت عيناه طفلاً على «أب كريم» استوصى فيه بالنصح المبكر و»أم متفانية» تفانت في ملء قلبه برياحين «العاطفة» فنشأ بين قطبين من الرعاية رسما له «الخارطة التربوية» الأولى في دوائر «الطفولة».
تعتقت نفسه صغيراً بأنفاس «المواسم» في ليالي «نجد» الساطعة بومضات «الفصول» وتشربت روحه نسائم «الفلاح» في نهارات «اليمامة» المكتظة بمناهج «الأصول» فتخطى «محيط» العمر بأمنيات باكرة سبقت حاجز «الزمن» ظل يرسمها «واقعاً» في فضاءات «التفاؤل».
ارتهن إلى «منهجية» تجارية باكرة في محيط «والده» التاجر الحصيف الذي اصطحبه معه في رحلة «راكبة» على ظهر الجمال إلى «الكويت» بحثاً عن «سبل» رزق تقتضي «الترحال» وتستوجب «الاغتراب».
استقر عبد الله وهو ابن «العاشرة» من عمره في الكويت تحت رعاية أخيه محمد ودرس فيها المرحلة الابتدائية وتعلم فيها علوم الدين والحساب واللغة الإنجليزية.
ووسط «خارطة» تنقل واجبا نال منه «نصيباً مفروضاً» اقتضت دوافع «العيش» ومنافع «التعايش» انتقاله إلى دولة الهند في «نقلة نوعية» ومحطة مختلفة حيث عمل حينها مع شخص يدعي محمد بن عبدالله السعد المنيفي، في تحرير مراسلاته وقراءتها له، لمدة عامين.
انجذب «الشاب المغامر» نحو همة غمرت وجدانه بإكمال التعليم فشد «الرحال» إلى قاهرة المعز عام 1933 وحصل منها على شهادة المرحلة الثانوية عام 1938م ثم التحق بجامعة فؤاد الأول عام 1939 ودرس الكيمياء والجيولوجيا في كلية العلوم ثم حصل على دعم وتوصية السفير السعودي في مصر الشيخ فوزان السابق بالابتعاث إلى جامعة تكساس في مدينة أوستن بالولايات المتحدة الأمريكية كأول طالب مبتعث لنيل الدرجة العلمية في تخصص نادر وتمكن من الحصول على درجة الماجستير في الجيولوجيا وهندسة البترول عام 1947م.
اتجهت «انظار» الخريج المثابر إلى أبعاد «التطور» في أنحاء أمريكا وصدى «المهنية» في القطاعات «العملاقة» حيث التحق بالتدريب في عدة شركات «نفطية» في غرب تكساس وجنوب كاليفورنيا عام 1948م.
عاد الطريقي إلى «أرض الوطن» وفي يمناه شهادات «التفوق» وفي قلبه «مساعي» التميز وانتظم في حياة «عملية» بدأها بالعمل مديراً لمكتب مراقبة شؤون البترول في المنطقة الشرقية التابع لوزارة المالية ثم تم تعيينه على منصب مدير عام شؤون الزيت بجدة عام 1374.
في عام 1959م تم تعيينه مع حافظ وهبة كأول شخصيتين سعوديتين في «عضوية» مجلس إدارة شركة أرامكو.
ثم صدر المرسوم الملكي الكريم عام 1960 هـ بتعيينه وزيرا للبترول والثروة المعدنية بعد استحداث وزارة المالية وفصلها عنها.
في عام 1381هـ تقاعد عن العمل وعمل خبيرا دوليا للبترول في أمريكا واليابان ودول أخرى ومصر والجزائر وليبيا سوريا، والكويت والعراق وتم تكريمه في عدة محافل ونال عدة جوائز عالمية وكانت له بصماته الكبيرة في مجال النفط واقتصاديات البترول.
ساهم الطريقي ممثلاً للوطن وبجهود مميزة وكفاءة عالية في إنشاء وتأسيس منظمة الدول المنتجة والمصدرة للبترول «الأوبك» بالتشارك مع وزير البترول الفنزويلي في ذلك الحين بير ألفونسو مما ساهم في تأصيل العلاقات بين الدول الأعضاء وتطوير آليات العمل في مجال إنتاج وتصدير «النفط».
انتقل الطريقي إلى رحمة الله في القاهرة عام 1997 عن عمر ناهز «الثمانين عاماً» وتم نقل جثمانه إلى «الرياض» التي سجل فيها بصماته «الذهبية» في النماء والتنمية وتم دفنه في مقبرة النسيم.
عايش الطريقي التحديات الكبرى في القرن العشرين في مجال النفط والتنافس «الكبير» بين قطاعات «البترول» في العالم مع التغيرات المتسارعة في السياسة والاقتصاد على مستوى العالم وكان فيها «شاهد عيان» و»رجل دولة» تمكن من صناعة «الفارق» ومواجهة ما يشبه «المعارك» المتنوعة في القطاع النفطي على المستوى «الدولي» ووظف فيها وطنيته «العميقة» وإخلاصه «الكبير» وكفاءته «البارزة» في رفع أسم «الوطن» عالياً في المحافل والحفاظ على منظومة «التعاضد العربي» أمام موجة «التحولات» في الشأن «السياسي» الدولي.
امتلك «الطريقي» الفكر الموازي للحقب الزمنية التي عاش خلالها «مسؤولاً» عن أهم الحقائب الوزارية وأدق الملفات الدولية وسخر «بعد نظره» في دراسة «التوقعات» المفاجئة والمضي بثبات أمام «المنعطفات» المتغيرة فكان «الرجل الأنسب» الذي صنع «اسمه» على خارطة التميز ورفع «شأن» التفوق السعودي على مرأى العالم وأمام مشهد «الحقائق».
عبدالله الطريقي.. وزير البترول الأول وخبير «أوبك» الأمثل صاحب السيرة الساطعة بالإنجاز والمسيرة اللامعة بالاعتزاز.















التعليقات