خالد بن حمد المالك
العمل الإرهابي الذي قُتل فيه نحو 13 شخصاً وأصيب نحو 30 شخصاً في أستراليا بعمل فردي، لا يمكن فصله بمعزل عن مقتل أكثر من 70 ألف فلسطيني، وإصابة نحو 200 ألف من المواطنين الفلسطينيين، على أيدي الإرهابيين في الجيش الإسرائيلي.
* *
ولا يمكن أخذه بعيداً عن الممارسات الإرهابية الإسرائيلية في قتل 420 ألف شخص في لبنان في غضون الفترة التي توقف فيها الاقتتال في لبنان، وفق اتفاق بين إسرائيل وحزب الله، وكان أغلب القتلى من الأبرياء المدنيين اللبنانيين.
* *
وأي ادعاء غير ذلك فهو كاذب، ويفتئت على الحقائق، ويستخدم مثل جريمة صُغرى حدثت في أستراليا، لتغطية جريمة كبرى في فلسطين ولبنان وسوريا عند المقارنة، والادعاء بما يخالف الواقع، ويصور الأمر على ما هو على غير حقيقته.
* *
حتى مقتل الأمريكيين في سوريا، هو جزء من إرهاب شامل تقوده، أو تؤثر فيه الدولة الصهيونية، وهي من تشوه صورة أمريكا، يدفعها إلى موقف يحاول أن يتجاهل أزمة الإرهاب في المنطقة، وأن المسؤول عنها، ومفجرها هي إسرائيل لا غيرها.
* *
تحتاج أمريكا -وهي مَن تقود العالم، وتُركز جهدها على منطقتنا- إلى أن تُعيد سياساتها، وتُرغم إسرائيل على أن تلتزم بأن تتخلى عن الإرهاب لصالح السلام والاستقرار، وتتعامل مع جيرانها، بما يتفق والقوانين الدولية، وإحقاق الحق، والامتناع عن كل ما يؤثر على أمن واستقرار الدول في المنطقة.
* *
إسرائيل لن تُذعن للقرارات الدولية، ولن تستجيب لمناشدات الدول، وترفض كل ما يصدر من أحكام من المحاكم الجنائية ضد جرائمها، فلا تنفذ شيئاً منها، وتسخر من كل حكم أو قرار يصدر ضدها، فهذه سياساتها منذ أن ولدت دولة على الأراضي الفلسطينية منذ ثمانين عاماً.
* *
وستظل إسرائيل هكذا ما بقيت أمريكا تتفهم مطالبها، ومقتنعة بسياساتها، وترى أن معها الحق في تنفيذ أجندتها، وتدافع عن مواقفها، ولا تمارس عليها أي ضغط، أو أن تجرِّم أفعالها الإرهابية الشنيعة، فهذا عهدنا بها، دولة يهودية معتدية، وظالمة، ومحتلة.
* *
أمام الرئيس دونالد ترامب فرصة لتحقيق السلام، فهو يكرّر هذه الرغبة، ويتحدث عن هذا السعي، ولا يكل ولا يمل من ترديده، ويريد أن يراه وقد أصبح واقعاً، غير أن إسرائيل لا تساعد على ذلك، وتُفشل كل جهد انطلق من واشنطن، ولديها من الأعذار الكاذبة ما يكفي من الإرهاب لتمارسه بكل أساليبه وأنواعه لكبح كل جهد خيّر يصب في هذا الاتحاد.
* *
عقود من الزمن مضت وانقضت، ومبادرات للسلام تأتي وتذهب واحدة بعد أخرى، وإسرائيل لم تتغيَّر وتتمسَّك بمواقفها، وتمنع إقامة الدولة الفلسطينية، وتفرّغ الضفة الغربية من مبانيها كما فعلت في قطاع غزة، وتعمل في الضفة ما يجعل البديل لما هُدم من منازل المواطنين الفلسطينيين بؤراً استيطانية، وليس هناك من تحرّك دولي وأمريكي لمنع هذا العمل الإرهابي المنظم.















التعليقات