الفشل مصير مؤتمر استانا بدون مشاركة حقيقية للكرد...
من المقرر ان ينعقد فى عاصمة الكازاخستانية (( استانا)) المؤتمر الثالث للقوى المعارضة السورية فى يوم الاثنين 23/1/2017 برعاية كل من روسيا و تركيا و ايران.علما ان مؤتمرين سابقين انعقدا فى نفس العاصمة الكازاخستانية حول ازمة سوريا فى 27/5/2015 و 2/10/2015. ولكن مصير كلتا المؤتمرين كانت الفشل و بدون نتجية تذكر،لان القوى المشاركة فيهما لم يكونوا قوات معارضة سورية حقيقية و ليس لديهم قوات حقيقية على الارض و ليس لديهم اى وجود عسكرى حقيقى فى جبهات القتال ضد القوات الحكومية السورية من جهة و من جهة اخرى ضد قوات و عصابات الداعش المجرمة فى سوريا و جبهة النصرة. ولهذا لم تنجح كلتا المؤتمرين السابقين.
والان السؤال المطروح هو،هل تنجح المؤتمر الثالث فى استانا بدون مشاركة حكومات و قوات معارضة حقيقية فى سوريا؟هل تستطيع روسيا و تركيا وايران وحدهم فى انجاح المؤتمر؟ هل امريكا و دول الاوروبية يقفون مكتوفى الايدى و صامتين بدون موقف معين من المؤتمر؟ و اسئلة اخرى كثيرة..
من البداية يجب ان نعرف ان ازمة سوريا ازمة سياسية وليس ازمة عسكرية بحد ذاتها،ويجب ان تكون الحلول سياسية و ليس عسكرية، لان ازمة سوريا منطلقة من قبل كافة مكونات الشعب السورى و من عدم رضاهام من اسلوب الحكم الفردى و العائلى ومن عدم وجود نظام ديمقراطى يحترم الحريات و الحقوق الانسان و الاقليات القومية و الدينية و المذهبية و عدم وجود عدالة اجتماعية و مساوات فى الحقوق و الواجبات و يحكم سوريا منذ ستينات القرن الماضى من قبل حزب واحد ((حزب البعث العربى الاشتراكى )) و عائلة واحدة (( عائلة الاسد )) و نظام بوليسى دكتاتورى و قومى متعصب.ومصير كل المؤتمرات السلام من جنيف 1 و 2 الى استانا -3 هى الفشل بدون مشاركة كل الجهات و القوات المعارضة الحقيقية على الارض و الدول المجاورة و المشاركة فى ازمة سوريا. فعجبا مؤتمر استانا سينجح بدون مشاركة حقيقية لامريكا و دول اوروبية مثل المانيا و بريطانيا و فرنسا او هل سينجح المؤتمر بدون مشاركة الدول العربية الكبيرة و المشاركة فى ازمة سوريا من البداية و حتى الان وهم كل من المملكة العربية السعودية و دولة قطر و امارات و حتى لبنان الجارة القريبة من سوريا، وهل سينجح المؤتمر فى استانا بدون مشاركة حقيقية للقوات المعارضة السورية و خاصة الممثل الحقيقى لحزب الاتحاد الديمقراطى الكردى PYD و جناحه العسكرى وحدات حماية الشعب الذى له دور كبير و محورى فى نجاحات العسكرية فى جبهات القتال منذ عام 2013 و خاصة بعد تحرير كل من مدينة كوبانى و منبج فى كردستان رؤزئافا، و هى مكون رئيسى بنسبة 75% من قوات سوريا الديمقراطية و لان هم سيقودون عمليات غضب الفرات لتحرير مدينة رقا عاصمة الداعش فى سوريا. اذا نقرء بين السطور من نواياه رعاة المؤتمر وخاصة تركيا نجد ان تركيا هى لا تريد ان تشارك القوات الكردية الحقيقية بسبب حقده و بغضه للكرد و انتصاراته الكبيرة على الارض،وهى لا تريد ان تكون للكرد فى سوريا تمثيلا حقيقيا فى المؤتمر بل هى تريد ان تكون للكرد ممثلين غير حقيقين و ليس لديهم اية قوات عسكرية داخل سوريا و ليس لديهم ادنى تاثيرات و اهمية عسكرية و سياسية داخل صفوف الشعب الكردى السورى، ولكن تركيا تدعوهم للمشاركة باسم الكرد (( مجلس الوطنى الكردى)) و لا تدعوا الممثل الحقيقى للكرد الا وهو حزب الاتحاد الديمقراطى. و مع الاسف الشديد ان روسيا الراعى الاول للمؤتمر ليس عنده موقف جريء و اختارت الصمت حيال مشاركة الكرد الحقيقى ،مع العلم ان روسيا تعرف جيدا دور الكرد و قيادة حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى و وحدات حماية الشعب الكردى ضد الارهابيين من الدواعش و جبهة النصرة.وهى اصبح حكما بين قوات الجيش السورى و وحدات حماية الشعب فى مدينة حسكة الكردية قبل بضعة اشهر.و سمح للحزب الاتحاد الديمقراطى بفتح مكتبه فى موسكو لاهميته و دوره الحيوى و الفاعل فى ازمة سوريا و مواقفه من الارهاب و الارهابيين و تضحياتهم الجليلة.
ولهذا اذا استمروا روسيا و تركيا وايران على عدم مشاركة امريكاو ودول اوربية و عربية و الكرد فى هذا المؤتمر فان مصير المؤتمر بتاكيد الفشل الضريع و بدون نتيجة تذكر على الارض.لان مصير كل المفاوضات السياسية على طاولة المحادثات مرتبط بحجم القوات و موقفه ا العسكري على الارض لا على الطاولة الخشبية.
والمعروف ان قوات السورية الديمقراطية ومن ضمنها قوات وحدات الحماية الكردية هى القوة الاساسية للمعارضة السورية و هى قوات محورية فى التحالف الدولى بقيادة امريكا ضد الارهاب و الداعش و قوات اخرى ارهابية.لذلك فان المؤتمر بدون مشاركة هؤلاء القوات والدول لا يكتب له النجاح، بل تكون النتائج عكسية على الارض و حلول لازمة سوريا وتكون بدلامن ان يكون جزءا من المعالجة يكون جزءا فى تازيم الموقف و تعميق الازمة لابعد الحدود.
والشرط الاساسى للقوات السورية الديمقراطية و قوات حماية الشعب الكردية للمشاركة فى المؤتمرات فى استانا سابقا و حاليا هو خروج و انسحاب القوات العسكرية التركية داخل اراضى السورية،ولا يمكن ان تكون تركيا راعية للمؤتمر سلام و فى نفس الوقت هى المساندة و المتعاونة الكبيرة للداعش و جبهة النصرة سرا و علنا، وهى الان حاصرت مدينة (( الباب)) فى كردستان السورية و هى داخلة لاراضى سورية بشكل علنى وفاضح وبدون شرعية دولية و مظلة الامم المتحدة.
والمعروف ان لروسيا و تركيا و ايران نواياهم الخفية لدفاعهم عن النظام السورى من جانب و القوات الارهابية للدواعش من الناحية الاخرى، وكل منهم لها مصالح سياسية و اقتصادية و عسكرية كبيرة داخل سوريا، فان روسيا لها دور كبير و محورى فى الدفاع عن النظام السورى و لولا وجود قوات روسيا فى عام 2015-2016 لكان عاصمة سوريا دمشق لسقتط فى ايدى الارهابين خلال اسبوعين او ثلاثة،وهم فيما بينهم ليسوا على وفاق تام لان روسيا ليست راضية عن موقف تركيا حيال الكرد و حزب الاتحاد الديمقراطى و لا تقبل بان تسميهم تركيا منظمة ارهابية مثل داعش و ايضا حول مصير حزب البعث السورى و بشار الاسد و بقائه فى السلطة بينهم مشاحنات و اختلافات كثيرة ولكن روسيا مع ايران متحدة الموقف لانهما كليهما تريدان ان يبقى بشار الاسد فى الحكم حتى لمدة انتقالية و متفقين على خروج القوات التركية و انهاء وجود المنظمات الارهابية و لكن ايران مع تركيا ايضا عندها جملة من النقاط الاختلاف لانها تعرف جيدا نوايا تركياالمستقبلية فى المنطقة و هى تعرف ان تركيا وسعودية و قطر تريدون نظاما سنيا فى سوريا وليس علويا كما كان سابقا و المتحالفة مع جمهورية ايران الاسلامية الشيعية المذهب.
وهنا اثارت مشكلة اخرى الا وهى (( مجموعات المرتزقة الخارجية )) المشاركين فعليا فى جبهات القتال بجانب القوات الجيش النظامى السورى ضد كل القوى المعارضة السورية من الكرد و العرب و الايزديين و الارمن و الاشوريين و غيرهم مثل قوات حزب الله اللبنانى و غيره، و كيف تكون مصيرهم و كيف تشاركون فى المستقبل لانهم هم من موالات ايران و روسيا و النظام السورى.
اخيرا المؤتمر السلام فى استانا ليس عملية جراحية بسيطة بل تكون اعقد المؤتمرات للسلام لان كل الاطراف لحد الان واقف وقفة صامدة على مطالبهم و طموحاتهم المستقبلية و الكل يريد ان يستحصل على اعلى مستوى من مطالبه و الكل يرفع سقف مطالبه،وبالاساس هناك مشاكل و نقاط اختلاف كثيرة فيما بين روسيا و تركيا و ايران الدول الراعية للمؤتمر و هناك مشاركة بسيطة و جزئية لمظمة الامم المتحدة الراعية للمؤتمر الجنيف السابقين و لاحقين فى 8 شباط 2017.و المشاركين ليس على المستوى المطلوب و الحقيقى و كل من روسيا و تركيا تريدان ان تعلنا نفسيهما كدول كبيرة و ذات نفوذ قوية فى المنطقة و خاصة فى ازمة سوريا امام دور امريكا و الدول الاوروبية و العربية،وهما تريدان ترسيخ و تثبيت النقاط فى مؤتمر استانا لكى يكون اساسا لمؤتمر الجنيف المقرر عقده فى 8 شباط 2017 برعاية الامم المتحدة و بمشاركة دول كثيرة و فاعلة على مستوى الاممى و تريدان ان تكسبوا مكاسب كبيرة فى مؤتمر جنيف.والان بقى فقط يومين على انعقاد المؤتمر و لحد الان الدعوات للمشاركة لامريكا و ممثلين حقيقين للكرد لم يرسلا لهم او لم يجاوبون عليه لحد الان. وهذا اضعف نقطة لمؤتمر استانا و نقطة كبيرة و معرقلة لنجاح المؤتمر لان امريكا و الكرد قوتان فاعلتان من الناحية العسكرية و على الارض و لهما وجود حقيقى و فاعل لذا بدون مشاركتهم الفاعلة فى اى مؤتمر سلام حول ازمة سوريا لم تنتهى بالنجاح المقصود.. و ايران لا تريد مشاركة امريكا من الاساس وايضا موقف تركيا من بشار الاسد تغيرت 180 درجة وهى تريد الان بقاء الاسد فى الحكم لان بدون وجود الاسد و بقائه فى الحكم لم ينجح تسوية لازمة سوريا بين الحكومة السورية و القوات المعارضة و هذا التغير فى موقف تركيا جاءت نتيجة الانتصارات العسكرية الاخيرة لقوات النظام فى حلب و مدن و مناطق اخرى كما قال محمد شيمشك نائب رئيس وزراء تركيا الجمعة فى منتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس/ سويسرا ، إن أنقرة لم يعد بوسعها أن تصر على تسوية الصراع في سوريا من دون مشاركة الرئيس بشار الأسد، لأن "الحقائق على الارض تغيرت كثيرا". وبالاخير مسؤلية نجاح و فشل مؤتمر استانا تكون على عاتق كل من روسيا و تركيا وليس الغير. ويتحملون نتائجه وحدهم بالشر و الخير.
التعليقات