قيل أن الوصفة النهائية لعدم التعايش لدى المواطن هي النزوح والهجرة والتفكير فيها يُعتبر نوبات متزامنة تسطوا على العقل، أفكار متسلسلة تقيد الحرية وتوهم بالتقيبد فمنذ أن تسلقت الفكرة أصبح هو أسيرها وضاق عليه ملبسه والطريق الذي كل يوم هو فارغ أصبح مزدحم العيش فيه لا يُطاق .!

من حملته العزيمة على الهجرة يصطف للشراء عند شباك تذاكر السفر للهجرة فقيمتها جداً باهضة ربما تشتري معها جنسيةً أخرى والقلة منهم مسافرين بلا حقائب ، فحملها ربما يحمل الأسىالذي لم يعد يحتمل.

لماذا يفكر البعض بالهجرة رغم التضحيات التي سوف يقدمها للرحيل مع استثناء الذين يقدمونها من أجل طبيعة عملهم ، فعندما يهاجر نصف مليون وأكثر فهنا تباع العربية إلى الدول الأجنبية فالتغريب يحصد بدلاً من أن نعربها إلى أرضنا، سيحرث لأوطانهم طاقة من الأولَى أن تعطيها وطنك ليكتسبها الجيل القادم فالذي لا يعجبك فيه لا يسمح لك أن تتخلى عن وطنك وتهجر أرضها خصبة !! لابد لها يوما أن تثمر وتكون ملائمة للعيش لك ولأبنائك فازرعها لابد لها مت يوم أن تكون الوطن المثالي الأول وتستقبل المهاجرين من كل موطى .

معظم الذين اعتادوا على الغربة من أجل دراسة ثم عادا يصعب عليهم التأقلم في حياتهم فالقاعدة الذهنية تقول: من عاشر قوماً أربعين يوماً صار منهم " فتجدهم يعودون وقد صعب عليهم التمازج مع مجتمعهم المتقلد بالعادات والمحافظ، كم هو مؤسف حقاً من تجد أن وطنه تكفل بكامل تكاليف دارسته ومسكنه من أجل أن يعود إليها ويحرث أرضها بالنجاح ولكنه انصاع مع من يتأقلم معها وأن يتخذ له البلد الذي ذهب إليها للعلم هي موطنه الجديد.

يظن معظم النساء في السعودية بأن الهجرة هي الحرية التي يطالبن بها، فأغلبهن تطالب بنزع الولاية الذكورية ليس رغبةً في أن تكون إنسانة طبيعية وتتعايش مع وطنها بل من أجل أن تنال الموافقة للسفر فالنساء لا يسمح لهن السفر إلا عن طريق موافقة ولي الأمر فتجدهم يطالبون هذه العينات ليس من أجل أن تكون كاملة الأهلية بل لأن تعيش الحرية في الهجرة وليس الحرية في الموطن فشتان بين المطالَب بالحقوق والمطالب الضحلة التي دمرت مصطلحات الحقوق ، فقاعدة عش حرأ أو لا تعش فهي لا تلغي كلمة تعايش فتستطيع إحداهن أن تجعل من المكان الذي لا يجعلها بستاناً،فعندما تنمَّى التوعية والتثقيف سوف تهدم جباه العارضات وتكون الأرض التي كانت تنفر منها مأوى لعا وتكون صكاً لحريتها في جيبها .

لا تحرض عقلك على خلق الهروب إلى سماءٍ ثانية ربما أنت لست مؤهلاً لها فأن تقبل التعايش في أصل سمائك هو ليس استسلام بل هو انتصار على تغيير الواقع شيئا فشيئا فحينها لا أحد يستطيع أن يسرق عقولنا، فنحن لا نحب الحياة نفسها بل نحب موطننا السعودية.