(1845ق م) تاريخ يرتبط بالعرب ويتجدد من تلقاء نفسه في اليمن، حيث أستلم يعرب بن قحطان الحكم من والده (قحطان ابن عابر ) بعد وفاته في صنعاء، الحاكم الذي عمل جاهداً لتوحيد العرب من خلال قبائلها انذاك، واللافت للمتابعة والقراءة بتمعن ان اليمن قبل الإسلام كانت خاضعة للاحتلال الفارسي، وشهدت خلال تلك الفترة صراعات ونزاعات قبلية، واعتنقت الإسلام في القرن السابع الميلادي، وما يعيد قراءة هذا التاريخ هو ما يجري من صراع حوثي (شيعي ) في اليمن، وهو دون ادنى شك حُكم فارسي يعيد نفسه من جديد برعاية ولاية الفقيه للقضاء على العرب من خلال محاربة السنة، فالمشروع الصفوي عام 1501م، قلب الموازين في منطقة الشرق الاوسط، وإيران تعيد الأحتلال الفارسي للأذهان من خلال غزوها لمنبع العروبة في اليمن وتحاول احتلالها كما كان قبل الأسلام، وتقوم بزرع بذور الحقد الطائفي في المنطقة بعد نجاحها في تفتيت عروبة العراق وبدعم امريكي عام 2003، استطاعت ازالة القومية العربية من اعماق الشعب العراقي وألباسِهم العمامة السوداء لولاية الفقيه التي ما لبست ان اعادت السيف الى رقاب الشعب لحكمهم وفق منطقها الطائفي الامر الذي ادى إلى ضرب الوحدة بين الكرد والعرب وانهيار العيش المشترك ورفض قيام دولة كردية وعدم الاعتراف بحقوق الشعب الكردي، ومن ثم انتقاله الى استغلال الطائفة الشيعية في لبنان والخليج لخلق التوتر داخل تلك الدول وتفتيت مجتمعاتها والبدء بتنفيذ المشروع الصفوي وايضا في سوريا مع بداية 2011، لكن لا بد من توضيح نقطة اساسية ان المشروع الصفوي في سوريا بدأ قبل ذلك حين أستلم بشار الأسد للحكم، حيث ما لبث أن انتشرت الجوامع التابعة لولاية الفقيه في بعض المناطق السورية عامة والكردية خاصة،وبدأوا حينها بتوزيع رواتب لكل من يتشيع في جوامعهم الخاصة، ورغم وصوله بسهولة الى وريثه الشرعي في لبنان حزب الله، الا انه لم يستطع تجاوز الطائفة المسيحية هناك المحمية من قبل الفاتيكان وفرنسا.
في ضوء ما يحصل هناك عثرات كثيرة أمام توحد السنة لمجابهة المشروع الصفوي، ومنها خلايا تنظيم القاعدة وداعش والاخوان المسلمين، تلك التنظيمات التي اسائت للأسلام باعمالها الارهابية وكانت الطائفة السنية هي الوحيده المستهدفه من قِبلها، الأمر الذي ادى الى انقسام البيت السني وتشتته ليستفيد إيران ويتمدد في مشروعه الطائفي، فما زالت مستمرة بأنتهاك أنسانية القوميات والطوائف داخل مدنها وخارجها، وتقوم بأعدامات مستمرة للكورد ولرجال الدين، وتترجح الأمور ان محاربة طهران للكرد هو لأرضاخهم تحت عباءتها وإزالة قوميتهم الكردية، وما ميليشيات الحشد الشعبي الا اداة لولاية الفقيه لتحارب الكرد في اقليم كردستان، لتتوضح الرؤية تماما أن إيران ليست جمهورية اسلامية، بل دولة فارسية تحاول أستغلال الطائفة الشيعية تحت ولاية الفقيه وزجهم في معركتها، ووفق هذه الدلائل فأن مشروع إيران هو قرار من ولاية الفقيه بتكرار مأساة التاريخ لتفتيت الحاضر والمستقبل في سبيل بقاء نفوذهم.
كاتب سياسي كردي سوري
التعليقات