• ان عالمنا اليوم عالما مضطربا من الناحية السياسية و الاقتصادية و الامنية،وكله بسبب جشع الاقتصادى و محاولات و صراعات السياسية و العسكرية لثلاث فئات من القوى و البلدان لكى يحصلوا على كمية اكبر و رقعة اوسع و قدرات عسكرية اقوى و اخطر فى العالم ومن اجل مصالحهم يعملون اى عمل لكى يصبحوا منتصرين على اعدائهم او شركائهم.
• الفئة الاولى هم كل الدول العظمى من المشرق و المغرب ، مثل امريكا و روسيا و بريطانيا و فرنسا و يابان و المانيا و ايطاليا و كوريا الجنوبية و الصين و غيرهم من الدول .وهم من الاساس سبب كل الاضطرابات فى كل البقاع فى العالم و يتدخلون فى شؤون البلدان و الشعوب لكى يفرقونهم من البعض و يحاولون بكل جهدهم ان يطمس هويتهم القومية و الدينية و المذهبية و يحاولون بكل جهدهم ان ياججوا الصراعات و التناحرات السياسية و الاقتصادية فيما بين الدول و الشعوب و حتى داخل شعب و بلد واحد ياججون الصراعات القومية و الدينية و المذهبية و الطائفية فيما بين مكونات تلك الشعب و البلد تحت مظلة سياسة (( فرق تسود )) القديمة و الجديدة فى ان واحد. وتحت شعارات الحرية و الديمقراطية و المساوات و العدالة و حقهم فى الاستقلال و تقرير المصير يحض تلك الفئات و المكونات لمطالبة حقوقهم القومية و الدينية و المذهبية و يحركون فى اعماقهم حميتهم و يشجعونهم على اعمال الشغب و المضاهرات والثورات المسلحة ضد تلك الدول و الحكام الذين لا يطاوعونهم و يقفون ضد مصالحهم السياسية و الاقتصادية و الامنية،هم يريدون عالما خاضعا لانفسهم فقط وعلى هذا يتانفسون و يتصارعون فيما بينهم،تارة عن طريق مباشر بين الحكومات و الدول و تارة عن طريق الشركات الاقتصادية الكبرى و يتنافسون على نهب ثروات الدول و الشعوب الفقيرة و يريدون ان يسطيروا على مصادر الطاقة من النفط و الغاز الطبيعى و خامات المعادن باسعار زهيدة و رخيصة جدا و يستخدمونه فى تطور صناعاتهم و مصانعهم العملاقة و يبعونهم مرة ثانية باسعار مضاعفة و كبيرة و يستخدمون تلك الدول و الشعوب كاسواق رخيصة و مستمرة و مزدحمة من الناحية العددية. وبهذا هم يستفيدون مرتين من الثروات الطبيعية و البشرية كمواد خام و كسلعة انتاجية ولكن الشعوب تلك الدول فقط يعيشون لسد رمقهم فى حياة فقيرة و بسيطة جدا. ومن الناحية العسكرية هم مرة ثانية يحاولون ان يسيطروا على كل الدول و الشعوب لكى يستخدمونهم لمصالحهم العسكرية و الامنية و وكجبهة امامية فى حرب باردة و ساخنة مع اعدائهم وعلى ارض و خيرات سكان تلك البلدان ، بعيدا عن اوطانهم و شعوبهم وبهذا مرة ثالثة شعوب و بلدان تلك المناطق المختلفة من العالم اصبحوا مشاركين و محاربين اساسيين فى حرب ليس لهم دافع ولا طائل و لا ناقة بدون استفادة مادية و معنوية بل بالعكس كل الكوارث و التضحيات الطبيعية و البشرية على حسابهم و حساب بلدانهم ليس من اجل شيء بل من اجل استمرار حكامهم فى سلطانهم و عزهم المخزى و فاضحكمتعاونين اقزام لتلك القوى و الدول العظمى.
• والفئة الثانية هم من الدول الذين يحاولون ان يبسطوا قوتهم و سلطانهم فى اطار اقليمى ضيق لحد ما بين الشعوب و بلدان تلك المنطقة المحدودة، مثل هندستان و باكستان وتركيا و ايران و السعودية و مصر و اسرائيل و اندنوسيا و برازيل و ارجنتين و جنوب افريقيا و كندا و استراليا و غيرهم من الدول .هم ليسوا اقوياء مثل الدول العظمى ولكن مقارنة بدول مناطقهم من حيث العدد السكانى و القوة العسكرية و الاقتصادية اقوى منهم ولذا يريدون ان يتحكموا فى شؤون تلك البلدان و شعوبهم و يرضخونهم تحت سيطرتهم لكى يستفيدون هم ايضا مثل باقى الدول العظمى و لكى يحصلوا علىحصة فى كعك الانتصارات و يدافعون عن حدودهم المرسومة لهم و يحاربون ايضا كل الدول و الحكام فى المنطقة نيابة عن الدول العظمى و هم مثل بوليس المنطقة وليس الغير.
• والفئة الثالثة و المسببة فى هيجان العالم و تفرقة الشعوب و البلدان و تاجيج الصراعات الداخلية و الاقليمية هم العصابات و الحركات الارهابية والمتعصبة دينيا و قوميا و مذهبيا،وهم من خلق المؤسسات الاستخباراتية و المخابراتية لدول المنطقة و الدول العظمى، وتلك الاجهزة المخابراتية همالمستفيدون الاول و الاخير فى اضطرابات الدول و الشعوب فى العالم مثلما شرحناه،وبالمقابل الفئة الارهابية هم الفئة الاكثر تضررا لانهم هم مباشرة يشاركون الحروب و الاقتتال فيما بينهم لصالح اسيادهم من الدول المنطقة و العظمى.ولا يجنون اية استفادة فقط يريقون دماء الابرياء بقتلهم و تشريدهم و هتك اعراضهم و خراب بلدانهم.هم البيادق فى لعبة الشطرنج بين الدول العظمى و دول المنطقة، مثل عصابات الداعش الارهابية و جبهة النصرة و منظمة القاعدة و ....غيرهم من الحركات .ومن المؤسف ان منطقة الشرق الاوسط من اسخن مناطق العالم اضطرابا بسبب المشاحنات و التناحرات السياسية و الاقتصادية و الدينية و المذهبية المقيتة فيما بين مكونات الشعوب المنطقة و مع اسف اشد كل الحركات و العصابات يعملون تحت اسماء و شعارات دينية اسلامية و بعملهم هذا شوهوا سمعة الاسلام و المسلمين و قدموا صورة مخيفة و مشوهة عن الاسلام السمحاء و محب للسلام و الامان و الوفاق بين الشعوب و الملل،ولهذا منطقة الشرق الاوسط اصبحت منطقة مخيفة و مصدرا لتصدير و خلق العصابات الارهابية وبؤرة و وكرا للحروب و الاقتتال و الصراعات و بالنتيجة شعوب و بلدان المنطقة هم المتضررون الاكبر من الناحية السياسية و الاقتصادية و العسكرية و يبقون بلدانا و شعوبا متخلفا و جاهلا و مريضا و منكوبا من كل النواحى و يبقون تحت سيطرة و هيمنة الدول العظمى كعبيد لهم يخدمونهم بثرواتهم و اسواقهم و قدراتهم البشرية.
• لذلك و نتيجة لكل تلك الاطماع و نواياه السلبية لدول العظمى و دول الاقليمية و الحركات الارهابية، باتت العالم عالما فوضويا ولا اخلاقيا و عالما مضطربا و هيجانا و لا ينعم بسلام و امان فى اية بقعة من العالم، وايضا بسبب حب السلطان و التسلط و البقاء لاطول مدة ممكنة فى السلطة من قبل الحكام و الملوك و رؤساء الدول من الديمقراطية و الدكتاتورية على حد سواء فى العالم ، عالمنا اصبح عالما لاحزاب و افراد و حكام اقوياء و شرسين و ديكتاتوريين لايهمهم مستقبل العالم و الشعوب، فقط كل همهم البقاء فى السلطة و هم يريدون عالما متخبطا و فوضويا لا عالما مؤسساتيا و ديمقراطيا ، هم فقط يريدون السلام و الامان و التطور و الديمقراطية و الحريات لشعوبهم و بلدانهم و ليس للغير، لانهم يستفيدون من الفقر و الجهل و المرض و تخلف شعوب و بلدان و حكام العالم و يريدون ان يستمروا فى حالهم هذا و هم بدون سببب مقنع يحاولون ان يقلبوا الطاولة على تلك الشعوب و البلدان حتى هم يستفيدون و يتدخلون فى شؤونهم و يبقون ينهبون ثرواتهم و قدراتهم،ونتيجة كل هذه الاسباب يسير عالمنا نحو هاوية محققة و الى نهاية كارثية و دموية و نحو تغيرات كبيرة و مستمرة و غير متوقعة على يد الدول العظمى و الجبهتين الشرقية و الغربية من العالم و هذه المرحلة تتنبىء لبداية جديدة لحرب باردة ثانية بين المعسكرين الغربيةو الشرقية ولكن هذه المرة باعنف شكل و اكثر دموية و ماساوية من ذى قبل بسبب تطورات التكنولوجية و العسكريةو سرعة الاتصالات و وسائل الاعلام المرئية و المسموعة و المنشورة،لان الكل يريد ان يسيطر على العالم باى ثمن ممكن بسبب زيادة العدد السكانى و زيادة الاحتياجات ومطالب الحياة اليومية ولا يترددون من استخدام كل الاسلحة المحضورة عالميا وهم فى كل يوم يتنافسون فى تجاربهم على اسلحتهم الجديدة و الفتاكة و العابرة للقارات و المناطق البعيدة.
• اخيرا مجموعة من الدول لهم مخططاتهم الشيطانية و لهم دور كبير فى تخبط الشؤون العالمية وهم خطر دائم على سلامة و امن العالم وهم كل من امريكا و روسيا و كوريا الشمالية و ايران و تركيا وحتى الصين هى تلك الدول الذين يسببون فى تاجيج الصراعات الدولية و الاقليمية و خاصة فى منطقة شرق الاوسط، و مع الاسف الشديد فان بلدانا متخلفا و فقيرا و جهلاء بمصالحهم ينقسمون على كلتاالمعسكرين و يشاركون فى تلك الصراعات المقيتة و بسبب وجود ظاهرة الارهاب و الارهابيين فى كل البقاع العالم فان عالمنا اليوم لا ينعم بسلام و امان و كل الشعوب و البلدان سواسية و يعيشون تحت رحمة الخوف و الارهاب و التسلط المتعصبين على رقابهم و مع اسف شديد فان تلك العصابات و الحركات الارهابية لهم الكلمة الاخيرة فى تقرير مصير الشعوب و المناطق و البلدان المختلفة، لهذا عالمنا ومستقبله ليس مشرقا بل اسودا حالكا و مليئا بالمخاوف و المخاطر الكبيرة فى كل النواحى و كلنا نمر فى نفق مظلم ولا يوجد امل و اشراقة مضيئة فى الافق و كل المجتمع البشرى داخل سفينة واحدة فى بحر هائج و بقيادة متهورة و متعصبة و مستقبله يتجه نحو الغرق و هاوية مؤكدة.
التعليقات