أكثر الناس إحساناً هم من يدخلُ البهجة والسعادة في قلوب الأشقياء الذين يعانون من أسى وأشقتهم الحياة ومتاعبها بعد جهد أسبوع فيِ العمل والمواعيد الخاصة لعلاجهم ، ربما هي تراكمات التمَّت حتى تلهج النفس ودواؤها الترفيه ، فنجد أكثر المحسنين هم المهرجون الذين يصنعون البسمة في عيون الكبار قبل الأطفال فلم يستطيعوا إسعاد نفسهم ونجحوا في إسعاد من حولهم فهنيئاً لهم هنيئاً .
الغناء والموسيقى هي "حالة تعبر عن السلام وأننّا الى هذا اليوم مازلنا على قيد الحياة وأرواحنا تتنفس حبَّ الآخرين وربما تحمل رسالة ما يتجرد بها صاحب الصوت وفِي فمه الكلمات " ..إنه الغناء ياسادة سوف تستيقظ كل حواسكم وتولد حاسَّة سادسة كي نستيطع حينها أن نستعمر قلوب المنصتين عبر كلمات الأغنية ونجعل العالم المحتكر في هذه البقعة يرقص ويحب وطنه وهو يغني لا شعورياً " وطني الغالي وطني "
أن تُشعل دولة الترفية وتجعلها منظمةً حكومية وتزرعها ضمن رؤيتها المستقبلية تعني إعلاناً هاماً بأنّه ستقام الحرب عليها من بعض المتشددين الكارهين للدنيا فعبس العابسون في خططها وظنوا أن منهج الترفيه هو دعارة عربية تقبع فيها مراقص حسب تصورهم وظنهم الفاحش، لكن هيئة الترفيه تعني إحياء كل المنافذ والسبل التي تزرع البهجة لأي مواطن ومواطنة كالسينما والحفلات الغنائية والمسارح مع بعضهم البعض ،
ولكن ما يتوفر عندنا من مهرجين في كل تطبيق فيالسخفهم، بشعار الترفيه تلوثت حين ظنت أنها مقامة بالاختلاط كما يفكرون به فالترفيه وفق الضوابط الشرعية، فلماذا العجرفة ومعارضة الأنظمة؟ وكانت عاقبة كل المعارضين على إقامة الترفيه التوقيف والاعتقال وقد نسوا أن هيئة الترفيه نافذة حكومية بمرسوم ملكي أنشأت ومن عارضها فقط عارض سياسة الدولة.
أن المتشددين آفة المجتمعات ستخلف كل الأنظمة وستظل تعارض وتعارض فسبحان من أشعل هيئةً تبث السعادة وتجلي الحٌزنَ وأطفأ هيئة تؤذي الناس ظنا أنها تأمر بالمعروف وتآمر بالمنكر ومواقف بعض الأذى كثيرة سجلت من سحل وضرب وملاحقة النساء في الشوارع حتى لا تكون فتنة وهم محدثو الفتنة بأيديهم فشتان بينهم.
أليس كافياُ أنَّ الكلمة الطيبة تُحدث أثراً في نفوس النّاس فما أجمَل أنْ نصنع رسائلَ عبر كلمات معبرة ،ٍ ثم اغنية وموسيقى لكي تُحدِّث ترفيها مع إيصال الرسالة والهدف .
فمصطلح الرفاهية لا يقتصر على الغناء والسينما وما حرمنا منه في بلدنا التي حرمته الصحوة وأبادته الرفاهية لدى كل شخص هو يظن أنها تتلائم مع ذائقته، فأصوات تنادي: أنا أبتهج وأسعد حينما أرقص فلماذا لا تبنى أندية رياضية للرقص والمشاركة في جميع الرياضات النسائية؟ وأيضا بحاجة إلى دار أوبرا فالبعض يقدسها ويظن أنها رفاهيته في كل عطلة أسبوع فلما لا نبني منارةً لهذا الصَّرح فهو مقام
في كل الدول العربية والخليجية إلا من لم نشاءُ نحن.
نعلم أن في هذه الرفاهية وتفعيلها صعوبة حيث أنها في حالة ولادة مستعصية ولكنها انطلقت مع حفلات غنائية واخيراً شرعنت نوافذ السينما ومع هيئة الترفيه يا مطوع "مش هتئدر تصدَّر فتاويك ".
كاتبة سعودية
التعليقات