‏يُستهان بعض الأحيان من قدرات المرأة العاملة ويُظن بأنها آلة تعمل من أجل أن تحصل على مقابل ( مرتب) وتكمل ما يلزمها من مشتريات مكلفة تلبي متطلبات المرأة العصرية ، إنها نظرة سطحية من جانب مادي مع تهميش كل الجوانب الأساسية فالمرأة بطبيعتها مخلصة ومثابرة وتفوقت على الرجل بدهاءٍ وبكل ضدِقّةٍ تبحث عنها كل منشأة لتصعيد الأرقام ومضاعفة أسهمها .

‏ مع تصنيف العمل حسب تصنيف الجنس قسم للسيدات وقسم للرجال هنا وبالتحديد في المملكة السعودية العربية برز دورها سواءً كانت عاملة أم مدربة أم غير ذلك ليبقى السؤال الأهم : هل أخلصت في عملها وأتقنته بتفوقٍ واجتيازٍ في أدائها الوظيفي، فطبيعة دور المرأة في حياتها وتحملها لمسؤولية الإنجاب والتربية فرست في دمائها الالتزام والدقة في إتقان المهام حتى لو كانت هذه العاملة حامل تلتزم و تعمل ثمانية أشهرٍ حتى تنتهي من أجازة الوضع ، وتنهض بعد عناءٍ وتعبٍ لتصطف الدور مرة أخرى لكي تكمل مسيرة عملها، وقد تجد هذه المخلوقة عثرات من بعض المحلِّلين لأرائهم بأنّ دماغ المرأة صغيرٌ ولايمكن أن تنجحَ وتُوفّق في مهامها وتصبح قياديَّةً ترأسُ منظمة الغريب !!. إن مملكة النحل التي تصنع لهم ما لذّ من شراب العسل بقيادة أنثى النحل " الملكة " فقد حكم عليها للأبد بأنّ ( القيادة بيد أنثى النحل ومازال يذهلهم دقّة بيوت النحل ونسيجها وصنع العسل، والكائن الحي الرجل يستهين في أنثى البشر ممَّن قد أنجبته وأرضته وأطعمته وصنعته واهتمت به حتى يكون قائداً صالحاً للمجتمع ، كلاهما يقومان بدور النجاح فكما نعلم سلفاً بأن خلف كل رجل عظيم ناجح [ امرأةٍ ] وأيضا ً خلف كل امرأةٍ متفوقةٍ قياديةٍ ناجحةٍ [ رجل ] ، فالتناسب العكسي ينصفهما على أنه لا قوَّة تتفوّقُ على الأخرى إلا بالكفاءات والمهارات المكتسبة من الخبرة والزمن وحب العمل .

‏أَزهرَ القطاع الخاص في الخمسِ سنواتٍ السابقة مع حلول تأنيثِ النساء في هذا القطاع مما جعل مدراء الأقسام يتسابقون على استقطاب العنصر النسائي لما لُوحظ من انضباط في العمل والجدية والابتكار فاستطاعت المرأة في هذا القطاع أن تثبت نفسها وأنها ليست فقط منتمية لهذه المنشأة بل إنها أحلَّت أثراً لتفرز انتاجها فيصبح لها دور وأنها منتجة ، لذا نرى أنّ أكثر استقرارهن وثباتهن على أعمالهن لتخلق الفرص رغم التحديات التي تواكبها وأن الشارع السعودي لا يتقبلها في بعض المناصب إلا أنها مناضلة حتَّى تُحطم كل القوانين والأنظمة التي وقعت من التقاليد والاعتياد بأن الكراسي القيادية مخصصة للرجال فقط.! 

‏فمن يتحدى أنثى عليه أن يصوم يوماً حتى يكفر عن قَسمهِ بأن المرأة لن تكبر في هذه الوطن، فاليوم السعودية تزفّ بعض النساء القياديّاتِ اللواتي شَغَلن مناصب أجزم بأنها لن تستوي لو طُهيت قبل في نقاش، ومنهن أول وكيلة رئيس الهيئة العامة للرياضة للقسم النسائي في السعودية الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان ، السحيمي،سارة أول سعودية يتم تعيينها لرئاسة مجلس أقوى هيئة تنظيمية للسوق المالي في السعودية ، وأول سعودية تشغل منصب رئيس تنفيذي في مصرف سعودي رانيا نشار، السبيعي غادة حلت بمنصب جديد وكيل وزيارة الاقتصاد والتخطيط ،وخلود الدخيل رئيس اللجنة الوطنية للإحصاء،.. وقريباً ستكون وزيرة حتى تثبت المرأة نجاحها وقوتها وأنّه لاغُدة دينية ولا عقدة اجتماعية تُقزّم من كفاحها واجتهادها ، فعرق العمل للرجل والمرأة لون واحد إذاً تساوى العمل لنعود للرأي الدائم عن دقة الأنثى التي لا تقاس بتساهل الأخر . 

‏التحيز ضد النساء في العمل تعاني منه الإدارات للوصول إلى المناصب العليا هناك شك واعتقاد خاطيء رسمه الرجل حتى يستولي على مناصبٍ أكثر ، وكانت المرأة تشكل نسبة 46% من قوة العمل بالولايات المتحدة وقد بلغت نسبة الوظائف في الادارة العليا نسبة المرأة مازال محدود حيث وصل إلى حوالي 3% فقط ولا يبشر المستقبل القريب باحتمال تزايد هذه النسبة بدرجة كبيرة ، ومن المعوقات التي تمكن المرأة للمناصب العليا وأتمنى أن تنثر هذا السلوك الذي حكم عليها ، وقبل يومين رئيسة شرطة لندن أنثى فهناك مناصب قد يستصعبها العالم كله ولكن قد يعالج المجتمع الغربي بتمكينها في كل المناصب علها تحقق النجاح وتثبت أكثر من الرجل.

كاتبة سعودية