باتت الاجواء السورية مفتوحة لكل من هب ودب، لكي يضع لمساته ويرسل رسائله. فالقوى المتدخلة في سوريا صارت اكثر من ان تعد. ولذا فانه بقدر تعدد القوى المتدخلة في الحرب السورية السورية والسورية العالمية، تتعدد وبأضعاف، القوى التي تريد تسجيل حضورها من خلال ارسال الرسائل السياسية بوسائل عسكرية.
ولذا بتنا بين الحين والاخر، نسمع عن قصف مناطق في سوريا، مناطق هلامية، من طائرات مجهولة ومعروفة للبعض لكي تصل الرسالة المطلوبة.
منذ تبؤ الرئيس الأمريكي ترامب مقاليد السلطة، تمكن من خلق شبه تحالف قوى في المنطقة ولكنه تحالف غير معلن، بل تحالف تساند اطراف عديدة موقفا معينا لانه يخدمها. ولكن لكي يتمكن هذا التحالف من تحقيق هدفه الغير المعلن، كما هو تحالفه. فانه بحاجة إلى حجة قوية وهذه الحجة هي محاولة ايران ابراز عضلاتها والرد على الضربات الجوية على سوريا، بضربات على اسرائيل، سواء بشكل مباشر او من خلال ادوات او حفاء مثل حزب الله اللبناني.
واليوم قامت إسرائيل حسب اخز الاخبار، باعلام أميركا وروسيا بانها لن تكبح نفسها، ان هوجمت من قبل ايران او أي اطراف داعمة لها. بعد ان مهدت لذلك بنقل اخبار عن امكانية رد ايراني على هجمات الطائرات المجهولة، والمنسوبة لإسرائيل حسب بعض وسائل الاعلام. وما نقلته إسرائيل هو تحذير من جهة ومن جهة أخرى هو تكبيل ايران، لكي تقف متفرجة على المؤسسات والقوى التي اقامتها في سوريا، وهي تدمر واحدة تلوى الاخرى.
فايران والحالة هذه صارت امام خيارين احلاهما مر، ان هاجمت او حتى لو حاولت الانتقام لضربة واحدة، فان إسرائيل ستدخل الحرب وبشكل مباشر.ليس هذا فقط، بل ان نتائج عمل الرئيس ترامب ستبرز وترمي بثقلها في الحرب ايضا، وضد ايران ايضا. بحجة استغلال الظروف لتحقيق الغايات والاهداف المعلنة مسبقا، وهي لجم ايران من التدخل في منطقة الخليج، بما فيها اليمن.
أي ان الحرب الاسرائيلية الايرانية، ستصبح حرب اقليمية وتجر خلفها كل من دول الخليج ومصر ايضا. وان تدخل دول الخليج يعني حتمية انتقال الحرب إلى البر الايراني، مع احتمالية كبيرة لتحريك القوى السنية في ايران ودعم الكورد فيها لفتح جبهات متعددة، داخلية تمنح الشرعية للحرب الخارجية لاحقا.
ولكن قبل الوصول إلى اشعال الحرب، سنمر بمرحلة الدبلوماسية التي بدأها وزير الخارجية الأمريكية بالامس في المنطقة. ان الهدف من الزيارة هو تحقيق الاهداف المعلنة بالطرق الدبلوماسية، بدلا من وصول الأمور إلى الحرب. ان وصلت الرسالة كاملة وواضحة، فاعتقد ان ايران في طريقها إلى ان تحذوا حذو كوريا الشمالية، أي الميل للتفاوض وتقديم التنازلات بشأن دعمها لبعض القوى في المنطقة، وبشأن صواريخها.فهل سيكرر خامنئي ما قاله خميني بانه في قبوله وقف الحرب وكأنه يتجرع السم.لكي يتفادي تدمير ايران وتفتيتها؟
التعليقات