بعد ثمانية أيام&اعترف جواد ظرف وزير خارجية نظام الملالي أن التجربة الثانية لإطلاق صاروخ حامل للقمر الصناعي فشلت. قبل ذلك قد أعلن&عن&فشل صاروخ&آخر&من هذا النوع في الخامس من يناير&الماضي.&

وإذا أخذنا في الاعتبار أن بعد الاتفاق النووي وتراجع نظام ولاية الفقيه من المشروع النووي&لصناعة القنبلة، ولو بشكل وقتي، فإن&هذا النظام يرى أن&المشروع الصاروخي يعدّ أهم مشروع&له في موازنة القوى.&وفشله في إطلاق صاروخين في الذكرى الإربعين لوصول الملالي على السلطة يحمل في مغزاه فشل نظام ولاية الفقيه في مشروعه بشكل عام.&

ولفهم هذا الحكم&هناك حقائق في هذا المجال يمكن التركيز عليها وهي:&

اولاً-&الملا حسن روحاني رئيس جمهورية الملالي&أعلن&في العاشر من يناير&الماضي&بأن نظامه سيرسل صاروخين حاملين للأقمار الصناعية إلى&الجوّ ومدار الأرض.&وأوضح روحاني أن القمر الصناعي "بيام" سيستقر على مدار 600 كلم من سطح الأرض،&وأضاف&أنه سيكون أول قمر صناعي بعيد المدى تطلقه إيران، وسيعبر فوق إيران ست مرات يوميا.&وقال&روحاني أن القمر الصناعي «بيام»&إلى جانب قمر "برسيمرغ" هما من صناعة "جامعة أمير كبير"، وسيتم إطلاقهما في الأيام القليلة المقبلة.

روحاني لمّا تحدث عن هذا التقدّم الصناعي&«العظيم»&في إيران الملالي كان بصدد تحدّي الغرب والعالم بأسره. لكن ما حدث هو أن الصاروخ الأول من هذا النوع قد فشل بعد خمسة أيام من هذا&الإعلان في 15 من يناير. وهذا ما أعلنه وزير&حكومة&روحاني للاتصالات. والصاروخ الثاني فشل إطلاقه في السادس من فبراير الجاري. وبذلك بقي تحدّي روحاني&مجرّد كلام فاضي، والتحدي لم يتجاوز&أن يكون&عربدة جوفاء.

ثانيا-&نظام الملالي المعروف بدجله وبأكاذيبه يواصل نشاطاته العسكرية لتطوير الصواريخ بهدف حمل الرؤوس النووية تحت&يافطة&البحث العملي وحمل الأقمار الصناعية. لكن الهدف من كل هذا التبجح&لم يكن تحقيق تطور علمي بوضع القمر الصناعي&سيصل إلى الجو، بل&كان&الهدف&اتخاذ خطوة نحو تطوير الصناعة النووية للنظام. وفشل هذه الخطوة ليس سوى فشل النظام في المجال الذي يعتبره نقطة قوّته في المعادلة الاستراتيجية.&وفي الوقت نفسه يعتبر هذه العملية&خرقاً لقرارات مجلس الأمن&لأنها منعت نظام الملالي&من القيام بأي أنشطة ذات صلة بالصواريخ الباليستية القادرة على نقل رؤوس الحرب النووية.

ثالثاً-&كان هناك حدث آخر في سلسلة هذه الأحداث وهو الإعلان عن مقتل ثلاثة أشخاص&من الفنين أو المهندسين الذين كانوا يعملون في قسم الجوّ- الفضا. وأعلن النظام رسمياً أنهم قتلوا خلال حريق شبّ&في هذا القسم. لكن المعلومات الدقيقة تقول أنهم كانوا عسكريين يعملون في هذا المجال وكانت نشاطاتهم مرتبطة بموضوع إطلاق الصواريخ.&

رابعاً. هناك حادث&تاريخي&مهم في هذا المجال يمكن استذكاره&وهو مقتل جنرال الحرس حسن طهراني مقدّم مع 16 من مساعديه في نوفمبر من العام 2011 في منطقة مالارد بجنوب طهران. وكان الجنرال طهراني مقدم المسئول الأول للمشروع الصاروخي&في نظام الملالي&وقد منحه خامنئي أنواطا وميداليات لدوره في هذا المجال. وآنذاك كانوا بصدد تجربة صاروخ بعيد المدى الذي تفجّر أثناء التجريب وأدى&إلى&مقتل طهراني مقدم والعديد من خبراء النظام في&مجال الصواريخ. والمعلومات الواصلة تفيد بأنهم كانوا بصدد تجربة صاروخ بإمكانه حمل رؤوس نووية. هذا الصاروخ&هو&الذي&اشتهر&بعد ذلك بصاروخ «شهاب 3».

بعد سرد هذه الأحداث يمكننا أن نعود إلى ما بدأنا منه وهو مكانة المشروع الصاروخي في نظام الملالي. حيث ما من شكّ بأن نظام ولاية الفقيه يعتبر هذا المشروع أهم عامل استراتيجي&له&في موازنة القوى العسكرية. ومن المعروف أنه يزوّد جميع عملائه في المنطقه بالصواريخ من حزب الله والحوثيين وأخيرا ميليشيات الحشد الشعبي أيضا.&

إذن لمّا أصيب&النظام بالفشل في أهم تجربة صاروخية أعلنها رئيس جمهورية النظام بكل تبجح وفخر فإن هذا الفشل يشير إلى فشل أكبر في هذا النظام،&خاصة وأن هذا الفشل جاء في الذكرى الأربعين من وصول&نظام ولاية الفقيه&إلى السلطة&في إيران.&

*رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية