دار حوار صاخب&مع صديقي علي&المقهي&حول مد&رئاسة السيسي&لمصر&لفترة أو لفترات&رأها&هو انتقاصا من حق دستوري كان المكسب الوحيد لثورتين وهو&إنهاء "أبدية" الرئيس .. بينما رأيتها أنه&رغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية وانكماش الحريات&وتقلص مساحة&الرأي&الاخر&فرصة لإعداد بديل&حقيقي&خصوصا وأن التعديلات الجديدة تنص علي مدنية&الدولة ..&

قال ساخراً ومن أين سيأتي بديلك علي حصانه الأبيض والأبواب مغلقة والمنافسون يتقلصون بفعل&فاعل .. استوقفته قائلاً قبل أن تسترسل المصريون لديهم حساسية&مفرطةوكراهية&شديدة&من التيار الإسلامي ومن الأحزاب وفقدواالثقة في السياسيين أجمعين لأنهم أهل كلام سلبي&..بالإضافة الي أن يناير ويونيو قسما المصريين الي حزبين يعاديان بعضهما اشد العداء..

قاطعني وهل هناك كلام إيجابي .. قلت حتي الآن&لا أحد&يصدق المعارضة لأنها لا تؤثر علي ميزان القوي ولا يعرفهم أحد "قال النظام هو الذي يمنع الشارع من صنع "البديل" .. أجبته هذا مربط الفرس .. كلمة "صنع" .. البديل المنشود لا يصنع والنظام مهما كان قويا وقادرا لن ينجح في حجب الأفكار وسأضرب لك&أمثلة من&الماضي القريب .. أراد السادات من ممدوح سالم&رئيس الوزراء&في انتخابات&مجلس&الشعب عام 1976 إسقاط بعض رموز المعارضة وتحديداً ممتاز نصار ومحمود القاضي وكمال الدين حسين عضو مجلس قيادة الثورة السابق ..&

هاتف الرئيس الراحل سالم يسأله عما&فعل فقال لا يمكن يا ريس ..&وأضاف&الناس تحرس الصناديق في الدوائر&من الليل للصباح في حشد كبيرُ&ولا يمكن استبدالها&.. هذا هو بيت القصيد .. أن يقتنع الشعب بك ويعرف عقلك وخططك وبرامجك .. أي حاكم من الشرق أو الغرب يسعي للبقاء في الحكم لكن الدول الديمقراطية تنجح أحزابها دائماً في طرح البديل .. رد بسرعة&لكن الحكومة شوهت كل نماذج المعارضة ووصمتها بالخيانة والعمالة وقرنت فضائح بكل منهم .. أجبته وكذلك فعل السادات ولم&ينجح .. السياسة للأسف ليس فيها أخلاق .. البداية أن تؤثر في الناس فتجد من يؤيدك&أو يعارضك وترد علي هذا وتضم ذاك.. البديل لا يصنعه النظام مهما كان .. ولكنه يُبني تدريجيا بالكلام مع الناس والاحتكاك بهم علي أرض الواقع&.. كلام سياسي بشكل عام والاحتكاك علي أرض الواقع&..&البديلهو شخص غير موجود الآن ولكن لابد أن يظهر في وقت ما أو توقيت مفاجئ..

البديل يصنعه "الشعب" وأظن أنه تعلم من التجارب السابقة بحيث يحكم علي من يخادع أو يضلل أو يسعي للاستقواء بالخارج .. أو .. أو .. ويقاطعني صديقي مؤكداً أن هناك معارضة جيدة عل&الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وأفكار وحلول ممتازة لمشاكل&مصر .. قلت البديل لن يولد في برج عاجي علي كرسي&وثير في غرفة مكيفة وأمام شاشة الكمبيوتر&فيحصل علي&لايكات&من أصدقائه واستحسان ممن يشاركونه الرأي السياسي .. البديل&يحتاج سنوات من التخاطب والتواصل مع الناس والاحتكاك بهم علي أرض الواقع .. معارضة الإنترنت لن تجدي مع أي نظام&.. الأمر في&يد&المصريين وليس غيرهم .. لقد تفوقت هيلاري كلينتون علي&ترامب&في استطلاعات الرأي وفي تأييد&السوشيال&ميديا , لكن&ترامب&فاز بالرئاسة .. ويلقي&صديقي&بآخر كروته ولكن ألا تظن أن هناك ثورة قادمةً؟&قلت&له&لا..مستحيل..&الشعب عاني الأمرين بعد يناير ويونيو وتحمل ما لا يطاق وهو ليس علي&استعداد للرهان علي&المجهول .. وعي ورؤية الواقع عند&الشعب تختلف عن النشطاء ورواد&السوشيال&ميديا .. الأغلب&الأعم لا يملكون رؤية يقدمونها أو برنامجا قابلا للتطبيق ولا أفكار تطرح للمناقشة ..&الهاشتجات&الحالية ضد النظام كلها لفظية ..&لن&يخرج أحد لثورة والرهان علي أمريكا أو أوروبا لن يجدي الآن أو فيما بعد..

"البديل"&–&كما أكدت&له&–&سيظهر من الشارع أو من&حزب .. ولن يحصل علي أغلبية في البداية ولكن&سيبنيها .. من ثم فالسيسي سيكمل المشوار .. حتي لو كانت هناك اعتراضات علي سياساته الاقتصادية فهي ليست مؤثرة طالما أنه لا يوجد "بديل"..&المصريون لن&يختاروا&مجهولاً .. وحتي يكون البديل مؤثراً لابد أن يطرق السياسة من أبوابها المعروفة ودروبها الشرعية .. البديل&لابد أن يكون إيجابيا وواثقاً ويلتزم بما انتهي في مصر .. أحياء الطبقة المتوسطة التي اندثرت&.. البديل أيضاً يمكن أن يكون حكم المؤسسات&لكن هذا لايزال مبكرا&.. لم يستسلم صديقي يعني بلد فيها 100 مليون لا يصلح فيها أحد&.. أجبته أكيد هناك مئات سيظهرون لكن الآن بالورقة والقلم السيسي هو المتاح .. دروس التاريخ&تعلمنا&أن الرهان علي المجهول خطر..&وأخيرا دعنا نكون واقعيين لابد أن يوافق عليه الجيش والاجهزة السيادية ..غير ذلك ترهات وحوار طرشان !