اسلام اباد : عقد وزيرا خارجية القوتين النوويتين المتنافستين، الهند وباكستان، اليوم الاربعاء اولى مباحثاتهما في اطار الحوار المتجدد بين الدولتين اللتين تعهدتا بدفع السلام الناشىء بينهما قدما بعد ان وصل الطرفان الى شفير الحرب قبل عامين. ووصف كل من وزير الخارجية الهندي ناتوار سينغ الذي يقوم باول زيارة له الى باكستان ونظيره الباكستاني خورشيد محمود كسوري مباحثاتهما التي استغرقت 75 دقيقة على هامش القمة الاقتصادية الاقليمية "بالصريحة والودية".
وتعد جلسة المباحثات بين الوزيرين الثالثة منذ تكليف سينغ بمنصبه في الحكومة الهندية الجديدة التي شكلها حزب المؤتمر في ايار الماضي بعد فوز الحزب الذي تترأسه صونيا غاندي على حكومة أتال بيهار فاجبايي الذي اطلق هذه المساعي السلمية الناشئة في العام الماضي. وقام سينغ وكسوري بمراجعة للتقدم الذي احرز اثر موافقة الرئيس الباكستاني برويز مشرف وفاجبايي على استئناف الحوار بين بلديهما في اطار اتفاق مهم ابرم على هامش القمة التي عقداها في اسلام اباد في تموز.
وصرح سينغ للصحافيين عقب المباحثات ان "العملية التي بدأت في كانون الثاني/يناير الماضي سيتم دفعها قدما". واضاف سينغ انه تم بحث اقتراح ربط طرفي كشمير الخاضعين للسيطرة الهندية والباكستانية بخدمة نقل الاتوبيسات، كما تم بحث عمليات تسلل المقاتلين عبر حدود الامر الواقع في كشمير، اضافة الى مستويات التمثيل في المفوضية العليا بين البدين (السفارات)، واعادة فتح قنصلتي البلدين في بومباي ونيودلهي.
كذلك، بحث الوزيران في قضية السد الذي تقيمه الهند على نهر جهلم الذي ينبع من الجزء الخاضغ للسيطرة الهندية في كشمير، لكن مياهه تمر ايضا في الاراضي الباكستانية، اضافة الى منطقة "سير كريك" الحدودية الجنوبية المتنازع عليها بين البلدين. واضاف سينغ في تصريحاته الصحافية "بحثنا ايضا مع باكستان الارهاب عبر الحدود، ومسألة التسلل"، في اشارة الى عبور المقاتلين الاسلاميين الخط الفاصل الى الجانب الهندي من كشمير حيث يشنون عمليات دموية منذ عام 1989.
ومن المقرر ان يعقد الوزيران مباحثات في نيودلهي يومي الخامس والسادس من سبتمبر/ايلول المقبل وذلك بعد تأجيل الموعد الذي كان مقررا في الاصل في 25 من اب/اغسطس.
وردا على سؤال حول مااذا تم بحث الشكاوى الباكستانة من غياب التوازن في الاسلحة التقليدية بين البلدين، اجاب سينغ "نحن نبحث في حل"، مضيفا "لقد بحثنا جميع القضايا بين البلدين وعندما سنجتمع ثانية في نيودلهي سنناقش (تلك القضايا) اكثر".
وتعد المباحثات التي عقدت في اسلام اباد الثالثة بين الوزيرين اللذين اجتمعا على هامش القمتين العالميتين اللتين عقدتا في الصين واندونيسيا في حزيران/يونيو وتموز/يوليو الماضيين. يذكر ان الحوار بين الدولتين الجارتين كان قد تجدد بعد نحو 30 شهرا من الجمود في القمة الاقليمية التي عقدت في اسلام اباد في تموز/يوليو الماضي عندما توصل مشرف وفاجبايي الى اتفاق "تاريخي" باستئناف المباحثات بين بلديهما حول جميع القضايا بما في ذلك كشمير.
ومنذ ذلك الوقت، عقد البلدان المتناحران في جنوب آسيا جولتين من المباحثات المتعلق بالسلام والامن بينهما، بما في ذلك اجراءات بناء الثقة بينهما وقضية كشمير.
واثمرت تلك المباحثات عن تعهد مشترك "بمواصلة الحوار الجاد لايجاد حل سلمي وتسوية نهائية تفاوضية" لقضية كشمير.
وتعهد سينغ لدى وصوله الى اسلام اباد الاثنين "بان تمضي عملية السلام قدما"، قائلا انه يحمل معه "رسالة حسن نية" من الحكومة الهندية.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الباكستاني شودري شوجات في كلمته في افتتاح الاجتماعات الاقليمية الثلاثاء ان حكومته ملتزمة بتحقيق السلام مع الهند.
وقال "ان باكستان بقيادة الرئيس برويز مشرف باشرت بذل جهود جبارة للتغلب على جميع الخلافات والنزاعات مع الهند بما في ذلك قضية جامو وكشمير".
وتم الاتفاق على عقد ست جولات من المباحثات بين مسؤولي البلدين ابتداء من 28 تموز/يوليو الحالي
وتم تحديد مواعيد اجراء ثلاث جولات من المباحثات خلال الاسبوع الاول من اب/اغسطس المقبل في نيودلهي، تليها مباحثات حول محاربة الارهاب ومكافحة الاتجار بالمخدرات في اسلام اباد يومي العاشر والحادي عشر من الشهر المقبل.
ومن المقرر ان تجري مباحثات اقتصادية بين البلدين يومي الحادي عشر والثاني عشر من اب/اغسطس ايضا.
يذكر ان كلا البلدين يدعيان السيادة الكاملة على منطقة كشمير المقسمة حاليا الى شطرين والتي كانت سببا في اندلاع ثلاث حروب بينهما، وكادت ان تفجر حربا رابعة في عام 2002.
غير ان العلاقات بين البلدين بدأت في التحسن في نيسان/ابريل من العام الماضي، بعد اقتراح فاجبايي بدء حوار بين البلدين اللذين باشرا اثر ذلك اتخاذ خطوات متبادلة لاعادة بناء الثقة بنيهما.