أسامة مهدي من لندن: اكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية العراقية ان الوزاراة تجري اتصالات واسعة امنية ودبلوماسية لمعرفة مصير الدبلوماسي المصري محمد محمود حلمي قطب الذي اختطفته مجموعة مسلحة في بغداد اليوم .وابلغ المصدر " ايلاف" عقب اتصال اجرته مع الوزارة ان مسؤولين فيها يجرون اتصالات مع اركان السفارة المصرية لمعرفة ملابسات الاختطاف ومكان وطريقة حدوثه واية معلومات يملكونها عن الحادث واضاف ان الاتصالات تشمل الاجهزة الامنية العراقية لمعرفة معلوماتها عن الحادث وجهودها في العثور عليه مؤكدا ان الجهات العراقية لن تدخر اي جهد في ضمان سلامة الدبلوماسي واطلاق سراحه من دون ان يتطرق الى مطالب الخاطفين .
وقد اكدت السفارة المصرية في بغداد ان جماعة مسلحة قامت باختطاف السكرتير الثالث الدبلوماسي هناك محمد محمود قطب. وقال القنصل المصري في بغداد بدر الدين دسوقي في تصريحات انه يتابع الموقف حاليا. وطالبت الجماعة الحكومة المصرية بعدم التعاون مع القوات الاميركية في العراق وذلك وفق ما جاء في شريط اذاعته قناة الجزيرة الفضائية وقالت انها تسلمته من الجماعة المسلحة التي قالت فيه ان الاختطاف جاء ردا على تصريحات ادلى بها رئيس الوزراء المصري الجديد احمد نظيف بأن مصر على استعداد لتقديم خبرتها في المجال الأمني للحكومة العراقية المؤقتة.
واختتم رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي زيارة لمصر اليوم لمصر قبل يومين اجرى خلالها مباحثات مع نظيره المصري. ويعد قطب المصري الثالث الذي يختطف في العراق واول موظف رسمي في الوقت نفسه حيث مازال هناك مواطن آخر محتجز كرهينة ضمن مجموعة اخرى تضم هنودا وكينيين بينما اطلق سراح مصري ثالث كان قد اختطف في مطلع الشهر الحالي.
وياتي اختطاف الدبلوماسي المصري في وقت يجري وزير الخارجية العراقية هوشيار الزيباري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف مباحثات في موسكو خلال اليومين المقبلين وسط تكهنات ترددت عن احتمال إرسال قوات روسية إلى العراق.
وقد هددت جماعة في العراق هددت بقطع رؤوس سبعة رهائن اجانب اعلنت مهلة جديدة مدتها 48 ساعة للشركة الكويتية التي يعملون لحسابها اليوم وطالبت بالافراج عن محتجزين عراقيين في السجون الكويتية والامريكية. وقالت انه يتعين على الشركة الكويتية ان تدفع تعويضا الى اسر القتلى في الفلوجة كما يتعين الافراج عن عراقيين محتجزين في السجون الكويتية والامريكية.
وشوهد رجل ملثم وهو يتلو بيانا امام الرجال السبعة وهم مصري وثلاثة كينيين وثلاثة هنود كانوا جالسين على الارض. وقالت الشركة الكويتية التي يعمل الرهائن لحسابها في وقت سابق انها لن تلبي طلب الخاطفين بانهاء عملياتها في العراق.
ونقلت وكالة نوفوستي الروسية عن خبير روسي قوله أن زيارة الزيباري إلى موسكو ستعمل على تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية بين روسيا الاتحادية وجمهورية العراق. وذكر نائب رئيس معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية البروفيسور فلاديمير ايسايف في حديث لوكالة نوفوستي بهذه المناسبة: قد تتركز المحادثات التي سيجريها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في موسكو على تعزيز الاتصالات السياسية بين البلدين. وقد تضفي هذه الزيارة مضمونا فعليا وغنيا على علاقات البلدين.
كما سيحتل موضوع التعاون الاقتصادي حيزا مهما من المحادثات خاصة وأن خبرة وطاقات وقدرات الشركات الروسية على العمل في العراق كبيرة جدا. واشار الى ان موقف الولايات المتحدة بشأن أولوية الدول التي انضمت إلى التحالف الذي شكلته واشنطن في الحرب قد يشكل عائقا في طريق مساهمة الشركات الروسية في عمليات إعادة بناء العراق. ومن الغريب أن دولا مثل أوكرانيا وهندوراس تملك فرصا للعمل في العراق أكثر من روسيا. إن هذا الوضع قد يضطر الشركات الروسية إلى المشاركة في اعمار العراق عن طريق دولة ثالثة. ومع ذلك لا تتجرأ أية دولة على إرسال خبرائها للعمل في العراق إلى أن يستقر الوضع، وخاصة في المجال الأمني.
أما أستاذ مركز التحليلات السياسية في روسيا اندري فرولوف فيتوقع أن يتم خلال هذه الزيارة توثيق إمكانية عودة الشركات الروسية إلى العراق. وقال الخبير السياسي الروسي بهذا الشأن:
واضاف ان هناك اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بشأن عودة الشركات النفطية الروسية ، واستئناف تنفيذ العقود الخاصة بتصدير التقنيات والآليات إلى العراق. وقد تشهد هذه الزيارة توثيق هذه الإمكانيات بروتوكوليا. وقد يجري استئناف العمل في المجالين المذكورين في أقرب وقت.
وليس من الضروري أن يتوجه المختصون الروس إلى ذلك البلد، فيكفي أن تفتح الشركات الروسية مكاتب لها في العراق لضمان إدارة وصول المعدات المصدرة وتأمين احتياجاتها من المختصين والأيدي العاملة من السكان المحليين. وليس من المستبعد أن تتضمن محادثات وزير الخارجية العراقية في العاصمة الروسية مسألة إلغاء جزء من الديون المستحقة على العراق لروسيا.
وأشار مدير معهد التقديرات الإستراتيجية والتحليل فاغيف حوسينوف إلى أن لقاء سيرغي لافروف وهوشيار زيباري سيجري في مرحلة صعبة جدة بالنسبة للعراق. إن هذا اللقاء على جانب كبير من الأهمية في علاقات البلدين، خاصة وأنه يأتي مباشرة بعد لقاء القاهرة الذي جمع وزراء خارجية الدول المجاورة للعراق بالإضافة إلى مصر في الحادي والعشرين من الشهر الحالي. إن ذلك يدل على ارتفاع مكانة روسيا وتأثيرها في منطقة الشرق الأوسط.
وقال ان العلاقات بين موسكو وبغداد حافظت على طابعها الإيجابي المتميز حتى بعد إسقاط نظام صدام حسين، ودللت على أنها لا تتميز بطابع مؤقت بل تستند إلى الكثير من المصالح المتبادلة والمشتركة بين الطرفين ليس فقط في التعاون الاقتصادي الذي يجب المحافظة عليه فحسب بل في مجالات الأمن والتعاون التقني العسكري، والإنساني، والعديد من المجالات الأخرى.
التعليقات