وزير الخارجية العراقي لـ "إيلاف":
لا نرى أهمية الآن لعقد مؤتمر دولي

أحمد عبدالعزيز من موسكو: لا تزال زيارة وزير خارجية الحكومة الانتقالية العراقية هوشيار زيباري لموسكو تبرز نتائجها التي تكاد تكون سلبية على جميع المستويات. ففي تصريح خاص لـ "إيلاف" أعلن زيباري أن الحكومة العراقية لا ترى أهمية الآن لعقد مؤتمر دولي حول العراق". وأشار إلى أن مثل هذا المؤتمر كان من الممكن أن يكتسب أهمية قصوى في حالة انعقاده عقب انتهاء العمليات العسكرية مباشرة. أما الآن، والكلام لا يزال لزيباري، وبعد أن قطعنا شوطا في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإحلال الأمن وإعادة بناء العراق، لم يعد لمثل هذا المؤتمر ضرورة ماسة.

من جهة أخرى كشف وزير الخارجية العراقي عن إنه "شرح فكرة مماثلة للروس تقضي بعقد لقاءات لدول الجوار، إضافة إلى مصر، ومن الممكن أن ينضم أيضا إليها الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي، والمنظمات الإقليمية الأخرى". وأوضح بأن هذه اللقاءات يمكنها أن تشكل عمليا قناة اتصال ومتابعة للوضع في العراق، وخاصة بالنسبة للدول التي لم تشارك بإرسال قواتها ولديها شعور بالقلق إزاء الأوضاع الجارية في العراق.

وأكد هوشيار زيباري على أن الفكرة البديلة التي طرحها على موسكو أكثر عملية، مؤكدا بأنها لقيت تفهما من الجانب الروسي. وأشار إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير يمنح الحكومة العراقية الصلاحيات الكاملة في تقرير ضرورة انعقاد المؤتمر الدولي حول العراق من عدمه.

بهذه التصريحات تكون موسكو وبغداد قد ابتعدتا نسبيا حتى في "البند الثالث" الذي كان من الممكن أن يزن معادلة "الرفض والطلب" بين الطرفين. فبالإضافة إلى رفض موسكو القاطع إرسال قوات إلى العراق، وإصرارها على جدولة الديون العراقية، التي تبلغ 8 مليار دور، فقط عن طريق نادي باريس، يكون رفض بغداد لمقترح روسيا بعقد مؤتمر دولي هو الـ "لا" الثالثة في أول زيارة رسمية يقوم بها مسؤول عراقي بهذا المستوى في العام الأخير.

وعلى الرغم من أن الكثيرين من المراقبين يرون أن الزيارة نجحت في تفسير رؤية الجانبين العراقي والروسي بشأن العقود التي وقعت في السابق، وعودة الشركات الروسية إلى العراق بعد استقرار الأوضاع، إلا إنهم يرجعون فشل "البنود الأساسية" الثلاثة السابقة إلى انعدام الثقة بين بغداد ما بعد صدام وموسكو بوتين.