سلطان القحطاني من الرياض: ربما يشكل النفط السوداني حديث الولادة مادة مشتعلة لشهوات العديد من القوى العظمى التي بدأت تحيك " سيناريو الإلتهام " بحسب ماتتحدث عنه بعض النخب السياسية السودانية ، والتي اعتبرت أن اثارة المجتمع الدولي لمأساة دارفور وابرازها في اطار اشد مأساوية هو نوع من المؤامرة التي تستهدف التسلل الى مقدرات الدولة المكتسبة ، فيما يميل بعض السياسيين السودانيين الى اعتبار أن القضية المهمة والأساسية ليست في مايحدث في دارفور بل مايحدث في باطن الأرض من ازدياد ابار النفط المكتشفة ، والحكومة السودانية أيضا دقت ناقوس الخطر واعتبرت ان تدخل القوات الأجنبية عسكريا في السودان لن يكون نزهة ابدا، واتهمت الدوائر الغربية بقيادة حملة غير مسبوقة ضدها لإيجاد مدخل للتدخل تحت ستار أزمة دار فور وقررت دعوة مجلس الوزراء لجلسة طارئة غدا الثلاثاء لبحث قضايا دارفور والتدخل الأجنبي، وأعلن الحزب الحاكم ايضا بدأة بقيادة حملة تعبئة واسعة وسط المواطنين لتوحيد الجبهة الداخلية ومواجهة محاولات التدخل الأجنبي في البلاد .
وقال عضو المكتب القيادي في الحزب الحاكم اللواء (م) الفاتح عبدون في تصريحات صحفية ليلة أمس عقب اجتماع المكتب القيادي للحزب برئاسة عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية ان الاجتماع قرر قيادة تحركات دبلوماسية خلال الأيام المقبلة لإجهاض محاولات التدخل الأجنبي . وأوضح عابدون أن حملات التعبئة تهدف الي توعية الشعب وتوحيد ا لجبهة الداخلية واعدادها لما هو متوقع حدوثه بما في ذلك التدخل العسكري .
وذكر عابدون ان الحملة الأجنبية ضد البلاد قد تكون لها اجندة خفية ذات علاقة بالحزبين الجمهوري والديمقراطي الأمريكيين لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة الي جانب ايجاد فرص عمل لمنظمات الإغاثة ، وفي غضون ذلك سارعت السفارة الأميركية بالخرطوم الى نفي أن تكون لواشنطن أية أجندة في دارفور.
وشدد نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم الدكتور نافع علي نافع، على أن الحملات الإعلامية التي تصاعدت حول دارفور في الفترة الأخيرة تنطلق من معلومات مغلوطة .
على الصعيد المتصل أعربت المنظمة العربية لحقوق الانسان عن بالغ القلق ازاء تدهور الاوضاع فى دارفور وتسييس المعاناة الانسانية لمواطنى الاقليم من جانب الاطراف المعنية
وعبرت فى بيان صحفى نُشر اليوم اليوم عن قلقها من تصاعد الدعوة الى تدخل عسكرى دولى ومحاولة اضفاء طابع الابادة العرقية على الاحداث على نحو ما انفرد به الكونجرس الامريكى أو اضفاء طابع المواجهة الدينية على نحو ما استحدثه الخطاب السياسى السودانى
ورأت المنظمة أن ذلك لا يحقق أى تقدم فى ايجاد تسوية للمشكلة تحفظ حياة وحقوق مواطنى دارفور وتجنب السودان مغبة تورط متربصة للتدخل العسكرى
وطالبت المجتمع الدولى بضرورة عدم منح أى مظلة لتدخل عسكرى دولى لن يحقق الا مزيدا من تعقيد المشكلة وزيادة المعاناة الانسانية للمواطنين ويعصف بما بقى من استقرار هش فى المنطقة على غرار ما يحدث فى العراق
وجددت مطالبتها للحكومة السودانية بتحمل مسئولياتها فى حماية مواطنى الاقليم واستتباب الامن فيه والتحلى بالشفافية فى التحقيقات الجارية وتقديم مرتكبى جرائم الحرب الى العدالة ،كما طالبت المنظمة الحكومات العربية بتحمل مسئولياتها تجاه جهود تسوية المشكلة.