اتّفاق على لجنة استراتيجيّة عليا لبنانيّة_ عراقيّة
علاوي ينهي زيارة ناجحة الى لبنان بعد لقاءات مع كبار المسؤولين

رانيا حمّود،ريما زهار من بيروت: اتخذت زيارة رئيس الحكومة العراقية المؤقتة إياد علاوي الى لبنان وما تخللها من لقاءات، طابع الحدث الاستثنائي ليس فقط على الصعيد السياسي، بل أيضاً على الصعيدين الامني والاقتصادي. وإذا كان البعض قد رأى تحولاً إيجابياً في الموقف العربي عموماً إزاء الوضع العراقي والعملية السياسية الوليدة فيه ، فإن هذا التحول الايجابي برز في الموقف اللبناني الذي عبر عنه الرئيس إميل لحود خلال استقباله علاوي والذي أكد على " دعم لبنان لسيادة العراق ووحدته أرضاً وشعباً ومؤسسات " , مشدداً على " دور الشرعية الدولية في رعايتها لعملية السلام والاستقرار من خلال تسلم الامم المتحدة الملف العراقي لإيجاد الحلول العادلة لسائر القضايا العالقة مبدياً استعداد لبنان للمساهمة في كل ما من شأنه أن يساعد المجتمع العراقي على النهوض من جديد".
مصادر رسمية واكبت المحادثات التي عقدها الوفد العراقي مع المسؤولين اللبنانيين أشارت الى أن رئيس الحكومة العراقية طرح موضوع الاستفادة من الخبرات اللبنانية لبناء معظم المؤسسات العراقية لاسيما الامنية منها والمصرفية والمالية ، إلا أن لبنان قرر تحويل المطالب العراقية الى اللجنة الاستراتيجية العليا اللبنانية_العراقية التي جاءت ثمرة للمحادثات اللبنانية _ العراقية، على أن يرأسها رئيسي حكومتي البلدين ، وتجتمع دورياً في كل من بيروت والعراق لدراسة كل ما تم التباحث به من مشاريع واتفاقات من شأنها تفعيل سبل التعاون وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والمشاريع الاستراتيجية في القطاعات المختلفة مثل النفط والغاز والنقل والاتصالات والصيرفة والصحة.
وكشفت مصادر وزارية شاركت في الاجتماع الموسع الذي عقده الجانبين اللبناني والعراقي برئاسة رئيسي حكومة البلدين و شارك فيه عدد كبير من الوزراء والمسؤولين الامنيين والاداريين من الجانبين، أن علاوي شدد على أهمية إيلاء مسألة تسهيل عملية نقل الاشخاص والبضائع من العراق الى لبنان وبالعكس .بالاضافة الى تسهيل مسألة منح تأشيرات الى العراقيين الراغبين في السفر الى لبنان. وفي هذا المجال تم وضع آلية بالاتفاق مع وزارتي الخارجية والداخلية والامن العام لمتابعة هذا الموضوع.مما سينعكس إيجاباً على مهام رجال الاعمال والمستثمرين العراقيين الراغبين في المجيء الى لبنان .
وفي الشأنين المالي والاقتصادي تم التباحث في ملفات عالقة ، أهمها مسألة مصير الاموال العراقية الموجودة في لبنان وأموال اللبنانيين في العراق، حيث أشار رئيس الوزراء رفيق الحريري خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع الرئيس علاوي ، على" أن الاموال العراقية الموجودة في لبنان هي بأسماء مؤسسات حكومية عراقية معروفة ، وقد أكدت الحكومة العراقية على تواقيع المسؤولين فيها ، وأن الامر بالتالي أصبح بين هذه المؤسسات والمصارف ، أما بالنسة لأموال اللبنانيين فإن ذلك يبقى قيد الدرس ويبحث بطريقة تحفظ حقوق اللبنانيين والعراق .
بدوره، نفى علاوي ما قيل عن رفع العراق الحظر عن سفر العراقيين الى اسرائيل وعن أن العراق يستخدم كقاعدة للمخابرات الاسرائيلية ، مؤكداً على " أن العراق لن يكون مقراً لاي نشاط معادي لأي دولة عربية " وحدد شروطاً لقيام علاقات مستقبلية بين العراق واسرائيل تندرج في إطارين الاول :" الشرعية الدولية والثاني السلام العادل والشامل الذي أكدته القيادات العربية وعلى رأسها القيادة الفلسطينية ".
السنيورة

هذا وقد لمس لبنان خلال هذه الزيارة استعداداً عراقياً لإعادة ضخ النفط العراقي وتصديره عبر لبنان وسورية إلا أن هذا الامر يبقى مرتبطاً باتفاق بين العراق وسورية .
والسؤال المطروح ما هي ثمرة زيارة الرئيس العراقي الى بيروت وما هي عناوين التعاون بين لبنان والعراق، وزير المالية فؤاد السنيورة أجاب على تساؤلات "إيلاف" بعدما شارك في الاجتماعات التي شهدتها السرايا الحكومي بالامس. ولدى سؤاله الى ماذا انتهت المشاورات مع الضيف العراقي وماذا عن مستقبل التعاون العراقي اللبناني في المجالات الاقتصادية والمالية أجاب:"الزيارة في منتهى الأهمية لانها تعيد تركيز العلاقات اللبنانية العراقية ووضعها في الجانب الاقتصادي على الطريق الصحيح ليحمل الخير الى البلدين.والعراق حتى وقت قريب كان يشكل الشريك التجاري الأول للبنان ومن الخدمات.ومر العراق بظروف صعبة لكن الآن هناك سعي الى الوضع الاقتصادي في العراق على المسار الصحيح ويستطيع لبنان ان يسهم اسهاماً اساسياً في الامر. والمحادثات التي جرت أخذت حيزاً وجهداً كبيراً من الجميع شملت العديد من الامور اولها رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الى مستوى سفارة وتأمين تأشيرات الدخول من والى لبنان والعراق وكذلك موضوع اسهام المؤسسات اللبنانية بالعملية التجارية وتفعيل منطقة التجارة الحرة بين لبنان والعراق .
ولدى سؤاله هل وضعت روزنامة لتحقيق هذه الأمور اجاب:"ما تم الاتفاق عليه هو انشاء لجنة عليا على مستوى رئيسي الوزراء في البلدين .الى جانب العمليات التجارية هناك تجارة الخدمات بين البلدين .ماذا يستطيع ان يقدم لبنان للعراق من جهة الخدمات الطبية والهندسية والسياحية والمصرفية والمالية وهي ما يحتاج اليها العراق بعدما طور لبنان نفسه كثيراً في هذا المجال.
متى تتوقع ترجمة لهذه الأمور الى خطوات عملية فأجاب:"التجارة والعلاقات بين لبنان والعراق تشهد قفزات واسعة وخلال الـ5 اشهر من هذه السنة حقق لبنان مجموعة صادرات الى العراق اكثر مما حصل خلال عام 2003 بكامله.والموضوع الرئيسي في المحادثات كان نفط العراق الذي كان يعتمد عليه لبنان في الأساس .
هذا الأمر اي النفط منوط بالجانب العراقي والتوافق بين لبنان وسورية والعراق.
أما فيما يتعلق بأموال اللبنانيين في العراق فأجاب ان السلطات العراقية تبذل جهداً كبيراً في هذا المجال من خلال غرفة الصناعة والتجارة في لبنان والسلطات العراقية بحيث تحترم حقوق اللبنانيين.

رئيس الحكومة العراقية إياد علاوي , الذي جاء الى بيروت في زيارة استمرت ثلاثة أيام أجرى أمس محادثاته الرسمية مع المسؤولين اللبنانيين ، حيث أجرى محادثات ثنائية وموسعة مع رئيس الحكومة رفيق الحريري ، أعقبها خلوة مع رئيس الجمهورية العماد إميل لحود ، ثم التقى مساء رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أقام له مأدبة عشاء.