نبيل شرف الدين من القاهرة: لعلها لم تكن المصادفة وحدها التي كانت وراء تزامن وصول وفد لجنة الحريات الدينية بالكونغرس الاميركي، الدكتور مايكل يونج عميد كلية القانون بجامعة جورج واشنطن إلى القاهرة، في نفس اليوم الجمعة الذي يشهد فيه كل من شيخ الأزهر الدكتور سيد طنطاوي، والبابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة القبطية، توقيع اتفاق جديد للحوار الإسلامي المسيحي للمرة الأولى، بين المنتدى الإسلامي العالمي للحوار، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، كما يشارك في فعاليات هذه المناسبة أيضاً عدد من القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية المعنية بأجندة الحوار بين الديانتين الإسلامية والمسيحية على نحو خاص.
وقال الناطق باسم المؤتمر في تصريحات خاصة لشبكة (إيلاف) الاخبارية إن "الاسلام والمسيحية ديانتان جوهرهما السلام والتسامح، وان تعدد الديانات في المنطقة العربية من شأنه أن يثري ثقافتها، ولايحول دون وحدة ابنائها تجاه التحديات الخارجية وفي مقدمتها المشروع الصهيوني، الذي يسعى الى تدمير المقدسات وسلب الحقوق والاراضى العربية".
أما جرجس صالح، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، فقد أشار إلى أنه كان قد جرى الاتفاق على توقيع هذا الحوار خلال اتصالات سابقة تمت على هامش مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي الذي عقد في الدوحة أخيراً بين الدكتور حامد الرفاعي رئيس المنتدى الإسلامي العالمي للحوار وأمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط، موضحاً أن هذا الاتفاق الجديد يهدف إلى دعم قضية التسامح الديني، وترسيخ مفهوم المواطنة في ضوء التعددية الدينية ونبذ الفرقة والطائفية والتصدي للمغالين والمتطرفين في الديانتين.
ولفت صالح إلى أن التعاون بين المنتدى الإسلامي ومجلس الكنائس سيشهد عقد عدد من الأنشطة والمؤتمرات المشتركة لخدمة القضايا الوطنية والحوار البناء وتأكيد الجوهر, والمبادئ الواحدة للأديان السماوية.
ويقوم وفد لجنة الحريات الدينية الأميركية على مدار ثلاثة أيام بعقد لقاءات مع مثقفين ونشطاء حقوقيين ورجال دين، وزيارة كنائس ومنظمات حقوق الإنسان، بهدف الوقوف على أوضاع الحريات الدينية في مصر، تمهيداً لإعداد تقريرها السنوي عن أحوال الأقليات الدينية في مختلف أنحاء العالم، ترصد فيه ما تراه انتهاكات لحرية المعتقدات والأديان، وكانت اللجنة قد قابلت في زياراتها السابقة الرئيس حسني مبارك وشيخ الأزهر ووزير الخارجية وبطريرك الكنيسة القبطية، وغيرهم من كبار الشخصيات والمؤسسات الرسمية والشعبية، وقيادات المجتمع المدني في مصر.
التعليقات