أسامة العيسة من القدس: في شهر أيار (مايو) الماضي، حصل الشيخ حسن صافي، على أعلى الأصوات في الانتخابات التي جرت لمجلس بلدية مدينة بيت لحم، وليلة أمس وجد نفسه، وبعد 24 ساعة من اختطافه، بملابس النوم في احد شوارع المدينة بعد أن أطلق الخاطفون سراحه. واستقبل صافي بكثير من الحفاوة، وهو واحد من خمسة من قادة وكوادر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أحدث خطفهم ليلة أمس الأول على يد مجموعات من كتائب شهداء الأقصى، التابعة لحركة فتح، ضجة في الشارع الفلسطيني.

وقال صافي بان عملية خطفه تمت قبيل منتصف ليلة الخميس-الجمعة، من منزله في شارع الصف، وهو احد الأحياء الشعبية في مدينة بيت لحم، من قبل ملثمين، وضعوه في سيارة وعصبوا عينيه، ثم اقتادوه إلى احدى الشقق. وأشار صافي إلى أن الخاطفيناستمروا بمعاملته وهمملثمون ولم يكشفوا عن هوياتهم الشخصية له، وان كانوا قدموا أنفسهم باسم كتائب شهداء الأقصى. وقال صافي بان الخاطفين تعاملوا معه بشكل حسن، وحضروا سحورا له ولكنه رفض تناوله، مطالبا بمعرفة سبب خطفه، مستنكرا هذا الأسلوب في التعامل بين الفصائل السياسية على الساحة الفلسطينية، ولكن الخاطفين وجميعهم من الشبان صغيري السن، كانوا، على ما يبدو، ينتظرون تعليمات من جهات أخرى.

واستمر الحال طوال نهار الجمعة، ولم يكشف الخاطفون عن سبب الخطف، وان كانصافي لاحظ كمايقول، ندما لدى بعض الخاطفين. وقدم الخاطفون له فطورا، وبعد ساعات من ذلك، جاء احدهم وقال له نحن لسنا لدينا أي شيء ضدك شخصيا، ونكن لك الاحترام، ولكن سنقرأ عليك رسالة نريد أن تبلغها لحركة حماس. ومضمون الرسالة التي حملها الخاطفون لصافي هي انه "على حماس أن تفهم، أنها إذا تعرضت للسلطة أو لحركة فتح في غزة، فان ذلك سينتقل إلى الضفة الغربية". وقال صافي بأنه ابلغ خاطفيه، بأنهم كان بامكانهم توجيه هذه الرسالة إلى حماس مباشرة، أو إذا كانوا اختاروه شخصيا لتوصيل الرسالة أن يسلموه إياها، ولكان نقلها إلى حماس بدون حوادث خطف وزرع فتنة.

وأضاف صافي لخاطفيه محذرا، من تيار له مصالح شخصية بناها بدماء شهداء الشعب الفلسطيني، وهدفه زرع الفتن، وما كان يجب أن تستجيب المجموعات الخاطفة لذلك. وقال أيضا لخاطفيه، بان الموقف يجب أن يكون في صالح وقف أي نزيف دم يقع في غزة بين الأطراف هناك، وتطويقه، وعدم نقله إلى الضفة الغربية، مشيرا إلى اختلاف الظروف بين الضفة وغزة. وبعد هذا الحوار بين حسن صافي، الشخصية الاجتماعية البارزة، والذي يحظى باحترام، وخاطفيه، اخبره هؤلاء بأنهم سيطلقون سراحه الان، بعد 24 ساعة من الخطف، واركبوه سيارة بعد أن عصبوا عينيه، وتركوه في احد شوارع المدينة، بلباس النوم الذي خطف وهو يرتديه. وبعد أن فكوا العصبة عن عينيه قال له احد الخاطفين "سامحنا يا عم".

ويقول صافي بان السيارة التي انزل منها هي منوع فولكسفاجن بيضاء، ويضيف وهو يبتسم "وجدت نفسي مرتديا البيجاما وسط الشارع، فشعرت بالإحراج ولكنني بعد دقائق أيقنت بان الجميع يعرفون بقصة خطفي". وعاد صالح إلى بيته وأطفاله، مثل اثنين آخرين خطفا في الخليل وطولكرم، ولكن بقي ثلاثة آخرين في قبضة الخاطفين، تتفاعل قضيتهم في الشارع الفلسطيني بشكل متسارع. وكانت حركة حماس اتهمت المخابرات الفلسطينية بالوقوف وراء عمليات الخطف، ولكن الأخيرة نفت ذلك بشكل قاطع.