القدس: كتبت صحيفة quot;هآرتسquot; اليوم أنه بعد ثلاثة أيام من الحملة العسكرية على قطاع غزة، بدأت إسرائيل في البحث عن مخرج سياسي من القتال. وأضافت أنه في الوقت الذي يجري فيه الاستعداد لتنفيذ عملية برية في قطاع غزة، وذلك بهدف زيادة الضغط على القطاع، تتبلور وجهة نظر أخرى لدى كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية بأن الحملة أوشكت على تحقيق أهدافها.

ولفتت الصحيفة الى أن إسرائيل معنية بالتوصل إلى تهدئة لفترة طويلة، وأنها على ما يبدو ستوافق على فتح المعابر الحدودية، بيد أن هذا الموقف لم يتبلور نهائيا بعد. كما جاء أنه في الوقت الذي يعتقد فيه عدد من الوزراء الإسرائيليين أنه يجب مواصلة العملية العسكرية، فإن وزير الدفاع إيهود باراك ورئيس هيئة أركان الجيش غابي أشكنازي quot;أكثر حذراquot;.
وفي المقابل، أشارت إلى أن quot;الساعة السياسيةquot; تتحرك ببطء شديد نسبيا بسبب عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، حيث تتوقف كافة الفعاليات في الولايات المتحدة وأوروبا.

واعتبرت الصحيفة أن الانتقادات الدولية التي وجهت إلى إسرائيل لا تزال معتدلة نسبيا، كما أشارت إلى أن هناك quot;في العالم العربي من لا يأسف على ما يحصل في قطاع غزةquot;. وتابعت أن هدف الحملة العسكرية، بحسب المجلس الوزاري والجيش، هو quot;خلق واقع أمني جديد في الجنوب من خلال تحسين الردع الإسرائيليquot;. وفي المقابل، وفي ظل استمرار إطلاق الصورايخ من القطاع في أوج العملية العسكرية، فإن الجيش لا يسارع إلى الاستنتاج بأنه يمكن وقف إطلاق الصواريخ بشكل نهائي، من جهة أن ذلك هدف غير قابل للتحقيق.

وقالت الصحيفة إن القوات البرية على استعداد للمرحلة القادمة، بيد أنها تشير إلى أن طبيعة أرض القطاع، الأوحال العميقة، سوف تعيق تحرك الدبابات والمدرعات عندما تبدأ العملية. وفي المقابل، تشير إلى أنه من الواضح أن حركة حماس قد بدأت استعداداتها لمثل هذه الحملة منذ شهور، الأمر الذي يعني أن الدخول البري إلى القطاع سيتضمن عددا غير قليل من الإصابات. وقد سبق وأن ألمح باراك إلى ذلك في كلمته في الكنيست يوم أمس.

وتشير الصحيفة إلى أن نتائج هذه الحرب، مثل الحرب الأخيرة على لبنان، سيكون لها إسقاطات بعيدة المدى من جهة ميزان القوى في الشرق الأوسط. وأشارت إلى أن قصف قطاع غزة يترك آثارا مباشرة ذات قدرة على التأثير على ما يحدث في المدن المصرية. كما أن المواجهات في قطاع غزة تضع على السطح من جديد الصراع بين المحور quot;المعتدلquot; بقيادة مصر والسعودية، وبين المحور quot;المتطرفquot;.