أحمد البشري من الرياض: تشهد صفحات الجرائد المحلية السعودية هذه الأيام، فصول معركة جديدة بين وزير العمل السعودي غازي القصيبي، والإعلامي مساعد الخميس، وكانت بوادر هذه المعركة قد لاحت بعد أن كتب الخميس في عموده الأسبوعي بجريدة الحياة، رداً على مقابلة مطولة أجراها الوزير تحدث فيها عن وضع البطالة ومعاناة الشباب في الحصول على الأعمال، والوظائف، والتسهيلات التي تحاول تقديمها وزارة العمل للمواطنين بشكل عام.

وكان الخميس الذي أشار للقصيبي دون أن يذكر أسمه في مقالته، ووصفه بأنه رمزاً ثقافياً من الرموز التي يعتز بها السعوديين في الجانبين الفكري والثقافي، وكتب أيضاً بأنه حتى اللحظة يشعر أن ثمة فجوة كبيرة وشاسعة بين ما يقوله في وسائل الإعلام بمختلف قنواتها، وبين ما هو حقيقي على أرض الواقع، وتكفي زيارة واحدة أو حتى المرور على أي مكتب من مكاتب إدارته، وقتها سيتبادر إلى الذهن أن تصريحاته الجميلة بعيدة كل البعد عن أرض الواقع.

كما إنتقد الخميس أداء موظفي الوزارة، وذكر الخميس بأنه ليس مبرراً بحال من الأحوال أن يعلق القصيبي على شماعة عدم تأهلنا استقطاب كل هذه الأرقام المخيفة من عمالة أجنبية وجلبها لداخل مجتمعنا، وليس مبرراً الادعاء بأن بعض شبابنا غير قادر على تحمل مسؤولية العمل، أو أن رجال الأعمال والمؤسسات الخاصة لا تتجاوب مع النداءات المتكررة بـquot;السعودةquot;، فالسعودة ليست عنواناً أو قصيدة.

القصيبي بدوره فهم هذه الإشارات، الانتقادات التي وجهت لشخصه ولوزارته والعاملين بها، ماد دعاه إلى الرد عبر الجريدة نفسها، في مقال تناول فيه أغلب النقاط التي تحدث بها الخميس، شارحاً وموضحاً للعديد من الانتقادات الموجهة ضده

القصيبي الذي وصف نفسه بالخادم، ووصف منتقديه بالمخدوم، أستهل رده بـقوله:سيدي المواطن مساعد الخميس. وquot;سيّديquot; هنا ليست من باب السخرية، لا سمح الله، ولا هي من باب الألاعيب اللفظية، لا قدر الله، ولكنها تمثل حقيقة آمنت بها منذ أن قررت أن أدخل سلك الخدمة المدنية - في تلك اللحظة أصبحت خادماً وأصبح كل مواطن أتعامل معه مخدوماً - وسوف أظل حتى تقاعدي (الذي أرجو ألا يتأخر كثيراً).

ورداً على ماقاله الخميس بأن ثمة فجوة كبيرة شاسعة بين ما يقوله في وسائل الإعلام بمختلف قنواتها وبين ما هو حقيقي على أرض الواقع، قال القصيبي: quot;وهنا، يا سيدي، استميحك عذراً إذ أقول إن هذا التعليق أبعد ما يكون من الصحة، فكل تصريحاتي عن البطالة والاستقدام والتأهيل والمؤهلين تستند إلى الإحصاءات الدقيقة التي تصدر بصفة دورية من مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات، وأنا أكررها بشكل دوري، وربما مملّ، حتى لا يأتي من يتهمني بأنني أتجاهل الواقع، ومع ذلك، يا سيدي، سمحت لنفسك أن توجه تهمة ظالمة كهذه لي - وأنا أكره استخدام كلمات التحدي، فلا أقول يا سيدي أتحداك، ولكني أرجوك أن تأتي بجملة واحدة من الحديث الطويل تبتعد عن الحقيقة - وأظن أن من حقي لو عجزت عن الحصول عليها أن تتكرم عليّ باعتذار، فاتهام الناس بالكذب تهمة خطيرة وعلى المتورط فيها بلا دليل أن يقر بذنبه.

وفي اتصال سريع مع الإعلامي السعودي مساعد الخميس الكاتب في صحيفة الحياة اللندنية قال : quot; إنني سوف أرد قريبا بطريقة مفصلة لكن كل ما أود التأكيد عليه أن عنوان رد معالي الوزير علي لم يكن صائباً، فكلنا خدام ومخدومون ولا يحق لأحد أن يحتكر هذه الصفة لنفسهquot;.
وأضاف في حديثه مع quot;إيلافquot; : إنني سوف أرد بجميع الطرق إن لم تنشر ردي صحيفة الحياة التي أكتب فيها، أريد توضيح مغالطات الوزير الذي أدعى يوماً أن البطالة ستصبح جزءاً من التاريخ وهذا لم يحدث، وأخشى أن يصبح القصيبي جزءا من التاريخ أيضاًquot;.

وننشر فيما يلي نص المقالين الذين أثارا القضية، بدأ من مقالة مساعد الخميس بتاريخ 4 آذار (مارس) 2009، بعنوان (متحدثون... أكثر من عمليين)، والرد الصادر بتاريخ اليوم بتاريخ 7 آذار (مارس) 2009 بعنوان ( رسالة مفتوحة من مواطن خادم ... إلى مواطن مخدوم!)

quot;متحدثونquot; ... أكثر منهم عمليين!

قبل أيام قرأت حواراً مطولاً مع أحد المسؤولين أجرته صحيفة محلية، الذي أكن له على المستويين الشخصي والإنساني كثيراً من التقدير، كونه رمزاً ثقافياً من رموزنا التي نعتز بها في الجانبين الفكري والثقافي، لكن هذا لا يمنعني من الاختلاف معه، خصوصاً في الجانب الذي يمسنا كمواطنين بشكل مباشر، فما زلنا حتى اللحظة نعاني من مراجعة أي دائرة من دوائره المسؤول عنها، وما زلنا حتى اللحظة نشعر أن ثمة فجوة كبيرة وشاسعة بين ما يقوله في وسائل الإعلام بمختلف قنواتها، وبين ما هو حقيقي على أرض الواقع، وتكفي زيارة واحدة أو حتى المرور على أي مكتب من مكاتب إدارته، وقتها سيتبادر إلى الذهن أن تصريحاته الجميلة بعيدة كل البعد عن أرض الواقع.

نحن لا نريد تصريحات قدر ما نريد تلمساً لهمومنا وتفاعلاً جيداً معها، فما زال حتى اللحظة في كل بيت من بيوتنا شاب يبحث عن عمل، رغم المدن والمشروعات الاقتصادية العملاقة التي أعلن عنها خادم الحرمين الشريفين، ورغم البلايين التي رصدت من أجل تحقيقها، ورغم يقيننا بأنها في الأساس وضعت لنا ولصالحنا نحن الشعب السعودي، ولم توضع لصالح شركات أو عمال أو مهندسين أجانب.

ليس مبرراً بحال من الأحوال أن نعلق على شماعة عدم تأهلنا استقطاب كل هذه الأرقام المخيفة من عمالة أجنبية وجلبها لداخل مجتمعنا، وليس مبرراً الادعاء بأن بعض شبابنا غير قادر على تحمل مسؤولية العمل، أو أن رجال الأعمال والمؤسسات الخاصة لا تتجاوب مع النداءات المتكررة بـquot;السعودةquot;، فالسعودة ليست عنواناً أو قصيدة، أو لوحة زيتية نرسمها في معزل عن الشارع وعن البيوت وعن الحكايا والقضايا، إننا ولله الحمد أكبر اقتصاد على مستوى العالم، ومع ذلك ما زال بيننا من لا يتجاوز راتبه الألف وخمسمائة ريال، وما زال بيننا من يعاني من فصله التعسفي ومن ضياع حقوقه المادية من هذه الشركة أو تلك، وما زال بيننا من لا يستطيع أن يلبي أبسط متطلبات بيته واسرته، وما زال بيننا من يعاني إحباطاً يزداد كلما سمع تصريحاتكم عن قضائكم على مشاكل سوق العمل في المملكة.

إنني هنا أؤكد فخري، وكثير من السعوديين غيري، بكم كرموز ثقافية نعتز بها، لكننا في المقابل متذمرون نتيجة الهبوط المستمر لأداء موظفيكم... إنها رسالة محب أكثر منها مقالاً انتقادياً، رسالة من شخص يحمل لكم في قلبه كل الحب والتقدير، يؤلمه مثلما أنا على ثقة تامة بأنه يؤلمكم أيضاً أن يقرأكم شاب ليقلب الصفحة مختزلاً كثيراً من تاريخكم الناصع في المهام كافة التي توليتموها، والتي كنت لها أهل ثقة وعمل، تاريخك هذا ليس حقاً خاصاً بك، بل هو حقنا جميعاً، وحرصنا على عدم تشويهه يفوق ربما حرصكم، لذلك ومن منطلق أن المؤمن مرآة أخيه أنقل لكم هذه الرسالة، التي بلا أدنى شك ستلتقطونها كعادتكم دائماً في انحيازكم لمن هو أكثر حاجة إليكم، وأكثر حاجة إلى جهدكم الذي اعتدناه كمواطنين طوال سنوات مضت.
مساعد الخميس

رسالة مفتوحة من مواطن خادم ... إلى مواطن مخدوم

سيدي المواطن مساعد الخميس!

سيّدي هنا ليست من باب السخرية، لا سمح الله، ولا هي من باب الألاعيب اللفظية، لا قدر الله، ولكنها تمثل حقيقة آمنت بها منذ أن قررت أن أدخل سلك الخدمة المدنية - في تلك اللحظة أصبحت خادماً وأصبح كل مواطن أتعامل معه مخدوماً - وسوف أظل حتى تقاعدي (الذي أرجو ألا يتأخر كثيراً).

أشكرك على تعليقك المؤدب على مقابلتي المطولة في quot;الجزيرةquot; الغراء، وأشكرك لأنك، فضلاً وكرماً، لم تُشر إلى اسمي واعتبرتني، فضلاً وكرماً، من رموز الثقافة، وهذا شرف لا أدعيه - والحكم على خادم مدني لا علاقة له بأي إنجازات أخرى - حقيقية أو متوهمة! وبعد يا سيّدي علقت على المقابلة وكان فحوى مقالتك، إن جاز لي أن ألخصها، أن الناس (كل الناس، معظم الناس) تشعر بالتناقض بين ما أقوله وما أفعله، وتشعر بالإحباط، لأنه لا يزال هناك شباب يبحثون عن عمل، وشباب يتقاضون أجوراً متدنية، ويفصلون فصلاً تعسفياً، وسفّهت القول الذي يذهب إلى أن التوسع في الاستقدام مرجعه عدم تأهيل الشباب، وأحسب أن السطر الأخير كما يقول التعبير الغربي - هو باختصار لقد خاب أملنا فيك!

حسناًً! قبل أن أحدث المواطن الكاتب عن هموم الوزير المواطن أوّد أن أمّر على ما قلته، يا سيدي، نقطة نقطة حتى يكون النقاش على بينة، وحتى لا يكون الرد حواراً بين الصّم.

bull; قلت يا سيّدي:

quot;ما زلنا حتى اللحظة نعاني من مراجعة أي دائرة من دوائره المسؤول عنهاquot;، والإدارات التي يشير إليها هي مكاتب العمل و95 في المئة من روادها يذهبون للحصول على تأشيرات، وأقل من 5 في المئة يبحثون عن العمل - أفترض، إذاً، أن شكواك، يا سيدي، مرجعها عدم كفاءة المكاتب في إنتاج تأشيرات الاستقدام، أليس كذلك؟! والمطلوب رفع كفاءتها الاستقدامية، أليس كذلك؟!

bull; وقلت يا سيّدي:
quot;ثمة فجوة كبيرة شاسعة بين ما يقوله في وسائل الإعلام بمختلف قنواتها وبين ما هو حقيقي على أرض الواقعquot;، وهنا، يا سيدي، استميحك عذراً إذ أقول إن هذا التعليق أبعد ما يكون من الصحة، فكل تصريحاتي عن البطالة والاستقدام والتأهيل والمؤهلين تستند إلى الإحصاءات الدقيقة التي تصدر بصفة دورية من مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات، وأنا أكررها بشكل دوري، وربما مملّ، حتى لا يأتي من يتهمني بأنني أتجاهل الواقع، ومع ذلك، يا سيدي، سمحت لنفسك أن توجه تهمة ظالمة كهذه لي - وأنا أكره استخدام كلمات التحدي، فلا أقول يا سيدي أتحداك، ولكني أرجوك أن تأتي بجملة واحدة من الحديث الطويل تبتعد عن الحقيقة - وأظن أن من حقي لو عجزت عن الحصول عليها أن تتكرم عليّ باعتذار، فاتهام الناس بالكذب تهمة خطيرة وعلى المتورط فيها بلا دليل أن يقر بذنبه.

bull; وقلت، يا سيّدي، مكرراً ما قلته قبل سطرين اثنين فقط:
quot;وتكفي زيارة واحدة أو حتى المرور على مكتب من مكاتب إدارة، وقتها سيتبادر إلى الذهن أن تصريحاته الجميلة بعيدة كل البعد عن أرض الواقعquot;.

حسناً! تحدثنا عن الذين يراجعون مكاتب العمل للاستقدام، فلنتحدث عن الباحثين عن العمل.

- لو راجع الباحثون عن العمل مركز الملك فهد للتوظيف في مبنى صندوق تنمية الموارد البشرية لوجدوا خدمة لا تقل عن مستوى أي خدمة توظيف في العالم، مع خبراء يساعدون الشباب على اختيار المهنة التي تناسبهم وقاعدة بيانية ضخمة، وعشرات يوظفون كل أسبوع - درّب الصندوق حتى الآن هذه السنة 55 ألف شاب راغب في التدريب وبإمكانه مضاعفة النسبة لو جاء الشباب.

- لو راجع الباحثون عن عمل أي مكتب عمل لوجدوا قسماً لتوظيف السعوديين يحيلهم إلى الشركات التي أودعت شواغرها لدى المكتب وطلبت ملأها بمواطنين سعوديين.

- ولو راجع الباحثون عن عمل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لوجدوا أمامهم آفاقاً واسعة: برامج المؤسسة نفسها، التنظيم الوطني المشترك، إدارة المؤسسات الصغيرة.

- ولو راجع الباحثون عن عمل وكالة الوزارة المساعدة لشؤون توظيف السعوديين لوجدوا كل عون ودعم ومشورة.

- بقي أن أقول إن تصريحاتي لم تكن quot;جميلةً بأي مقياس من المقاييس، بل كانت تنفح بالحزن والمرارةquot;.

bull; واسمح لي، يا سيدي، أن أنتقل إلى إدارات لا ترتبط بوزارة العمل ولكن لها تعاوناً وثيقاً معها.

- هناك، يا سيدي، صندوق المئوية، الذي يقدم قروضاً ورعاية إدارية وفنية ومالية للشباب أصحاب المشاريع الصغيرة، وهو على أتم استعداد لتمويل المئات من المشاريع، فهل زرته، يا سيدي، أو هل زاره أحد من الشباب الباحث عن عمل؟

- وهناك، يا سيدي، بنك التسليف والادخار السعودي الذي يقرض الشباب من أصحاب المشاريع، من سيارات التاكسي إلى مشاريع متوسطة الحجم، فهل رأيته، يا سيدي، أو رآه أحد من الشباب الباحث عن عمل؟

- وهناك، يا سيدي، مشاريع المواطن الصالح القدوة محمد بن عبداللطيف جميل التي تدرب وتوظف آلاف السعوديين، غير آلاف السعوديات اللواتي يتلقين القروض وينتجن في منازلهن وفي محلاتهن، فهل زرت، يا سيدي، هذه المشاريع، وهل زارها أحد من الشباب الباحث عن العمل؟

- هذا غير بنوك هنا وهناك، ومؤسسات هنا وهناك، تقرض الشباب لا أود الإشارة إليها لأنها لم يشّتد عودها ويكتمل نشاطها كبقية المؤسسات التي أشرت إليها.

bull; وتفضلت، يا سيدي، وقلت إن السعودة quot;ليست عنواناً أو قصيدة أو لوحة زيتية نرسمها في معزل عن الشارع وعن البيوت وعن الحكايا والقضاياquot;، ولم يقل أحد، يا سيدي، حسب علمي، إن quot;السعودةquot; شيء من هذه الأشياء.

quot;السعودةquot; هي تشريع وطني استراتيجي يستهدف مقاومة البطالة بوضع السعودي (لا غير السعودي) في الموضع اللائق، ولا أدري ما علاقة اللوحات أو القصائد بالسعودة؟ ونحن نصر على تطبيقها، وهناك من يصر على مخالفتها والحرب سجال، فهل لك أن تفيدنا بعلم غير الذي وصلنا نستفيد منه في معركة quot;السعودةquot;؟

bull; ثم تطرقت إلى الاستقدام، واسمح لي، يا سيدي، أن أقول إن سادتي المواطنين الكرام استقدموا 495 ألف عاملة منزلية في السنة الماضية، وإن مشروعاً واحداً فقط احتاج إلى أكثر من 60 ألف عامل، فهل رأيت جرماً للوزير أعظم من هذا الجرم؟!

bull; ثم قلت، يا سيدي، إننا ولله الحمد أكبر اقتصاد على مستوى العالم، واسمح لي، يا سيدي المواطن هنا أن أمدّ رجلي على طريقة أبي حنيفة في القصة المشهورة، نحن أكبر اقتصاد في العالم! من قال لك ذلك؟! وكيف صدّقت؟! ألم تسمع أن الدخل القومي لإسبانيا بمفردها يفوق الدخل القومي لدول مجلس التعاون مجتمعة؟ ألا تعرف ترتيب الاقتصاديات العالمية بدءاً من أميركا فالصين فاليابان فالهند ففرنسا فإيطاليا... الخ، أما نحن، يا أخي المتفائل، فمجرد اقتصاد ريعي قائم على النفط، عشنا عيشة الكفاف حين انخفض سعره في السنوات الماضية، وسنعود إلى هذه العيشة لو انخفض سعره في السنوات المقبلة، فامسح يا سيدي من رأسك فكرة أقوى اقتصاد في العالم، لأنك لو بنيت استنتاجك على هذه الفكرة الباطلة لوصلت إلى نتائج باطلة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

bull; ثم قلت، يا سيدي، quot;وما زال بيننا من يعاني من فصله التعسفي، هل تعتقد، يا سيدي، أنه سيجيء يوم يختفي فيه الفصل التعسفي؟! هل تريد أن أمد رجلي مرة أخرى؟! هناك لجان عمل ابتدائية واستئنافية تتعامل مع الفصل التعسفي وتعيد العامل المظلوم، فهل سمعت، يا سيدي، بهذه اللجان، وهل قرأت تقاريرها التي تنشر شهرياً بشفافية تامة؟

bull; وقلت، يا سيدي، quot;إن بيننا من لا يتجاوز راتبه ألفاً وخمسمائة ريالquot;، وهذا صحيح، ولكنك لم تقل إنه يوجد بيننا من يتجاوز راتبه مئة ألف ريال شهرياً، وهذا صحيح أيضاً، فهل سألت نفسك، يا سيدي، عن السبب في التفاوت في الرواتب؟ وهل يصعب على فهمك، يا سيدي، ان السبب هو التفاوت الهائل في المؤهلات؟

bull; وأضفت، يا سيدي، بالمعنى نفسه، ويبدو، يا سيدي، أنك تعشق تكرار الفكرة نفسها بأكثر من أسلوب. quot;وما زال بيننا من لا يستطيع أن يلبي أبسط متطلبات بيته أو أسرتهquot;، هل هذا المواطن، يا سيدي، خريج جامعة الملك فهد؟ هل يحمل شهادة في الهندسة أو الطب أو تقنية الاتصالات؟ أم أنه متسرب من النظام التعليمي؟ أحسبك، يا سيدي، تعرف الجواب وتفضّل أن تحتفظ به لنفسك.

ثم سمحت، يا سيدي، لنفسك بتشويه للحقائق، إذ قلت quot;تصريحاتكم عن قضائكم على مشاكل سوق العمل في المملكةquot;، ولا أملك حتى أتجنب اتهامك بالكذب إلا أن أقول إنك، يا سيدي، لم تقرأ المقابلة أو قرأتها كإنسان سبقت قناعاته فكر، ولو قرأتها بتمعنٍ لأدركت أن المقابلة كلها شكوى من مشاكل سوق العمل التي لم أدعِ أني قضيت عليها، أو على بعضها.

سيدي المواطن مساعد الخميس!

ليت المشكلة ترتبط بهذا الشخص الضعيف العاجز وبعجزه عن القيام بمهماته، إذاً لكان القضاء على المشكلة أسهل من سهل، يذهب الوزير العاجز ويجيء وزير فعال وتجيء المعجزات، أليس هذا ما تريد أن تقوله؟!

في المقولة المشهورة، يا سيدي، quot;ويل لأمة بلا أبطالquot;، وفي الرد الأشهر quot;ويل لأمة تحتاج إلى أبطالquot;.

تأكد أن بقائي على المسرح لن يطول، وعندما أذهب ويجيء غيري، ويجيء غيره، ويجيء غيره، ربما تقتنع بأن مشكلة البطالة - وهي من صنع المجتمع كله - أكبر من أن يحلها فرد واحد، هذا أمر يدركه كل إنسان يفكر بموضوعية فهل تدركه أنت يا سيدي؟! ولك خالص المودة والاحترام، من المواطن غازي بن عبدالرحمن القصيبي.