النميمة تتقاطع مع السياسة وتتحول لمادة إعلامية مثيرة
طلاق أيمن نور وجميلة يتحول إلى قصة جدلية في مصر

أيمن نور وأسرته

نبيل شرف الدين من القاهرة: هكذا تبدأ الحكايات الجميلة.. وهكذا تنتهي.. فمن مجرد خبر نشرته صحيفة quot; المصري اليوم quot; الخاصة، ذات التوجه الليبرالي، اندلعت الشرارة الأولى للقصة التي أصبحت حديث مصر، لتضع السياسي البارز في بؤرة الأحداث مجدداً، وبالطبع أقصد هنا المعارض المصري أيمن نور، الذي خرج في شباط / فبراير الماضي من السجن بعد نحو ثلاثة أعوام قضاها خلف القضبان بتهمة التزوير في مستندات تأسيس حزب quot;الغدquot;، الذي شهد بدوره إنشقاقاً بالغاً حوله إلى جبهتين، لم تتمكن أي منهما من إقصاء الأخرى وإنهاء وجودها على نحو حاسم.

خبر quot;المصري اليومquot; يقول إن أيمن نور طلق زوجته الإعلامية جميلة إسماعيل، لينهيا بذلك ارتباطا دام زهاء عقدين، تطور إلى تعاون في مشروع سياسي مشترك، وأكد رئيس تحرير الصحيفة مجدي الجلاد أن مصدر الخبر هي الزوجة التي خاضت معارك ضارية أثناء حبس زوجها، وتعرضت لضغوط هائلة، إلا أنها واصلت جهودها الداعمة لزوجها السياسي المعارض السجين حتى تمكنت من إبقاء قضيته حاضرة ليس أمام الرأي العام المصري والسلطات السياسية والقضائية فقط، بل أيضاً لدى عواصم القرار الدولي سواء في عواصم الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة.

أيمن نور لم يكتف بتكذيب هذا الخبر ونفيه فحسب، بل ذهب إلى ما هو أبعد، إذ اعتبره quot;مؤامرة مدروسةquot; دبّرت ضده من قبل quot;جهات ماquot; لم يسمها صراحة، خاصة وأن نشره جاء متزامناً مع ما اصطلح على تسميته quot;يوم الغضبquot; في مصر، والذي دعت فيه حركات شعبية معارضة إلى إضراب عام، شارك في فعالياته أيمن نور مع عدد من أنصاره. غير أن الصحيفة نقلت عن جميلة قولها: quot;إن قرار الانفصال تم اتخاذه أكثر من مرة على مدار سنوات طويلة، وكان يتم إرجاؤه دائما لأسباب أو أخرى، ونحن بشر في النهاية ولسنا أول ولا آخر من انفصلوا، فأيمن نور إنسان محترم، ولكن الحياة بيننا انتهت عند هذا الحدquot;.

في المقابل أكد أيمن نور انه ليست هناك أي خلافات بينهما، لكنه عاد وقال إنها مجرد مشكلات عادية مما تحدث في كل البيوت وبين أي زوجين، وقال إنه احتفل بعيد ميلادها مع ابنيهما، غير أن نور لم يقدم تفسيراً لصمت جميلة وعدم دخولها على خط النفي لتحسم الموضوع وتضع نهاية لحديث النميمة الذي أصبح حديث المدينة والقصة المفضلة في أوساط الساسة والإعلاميين ، وحتى في أوساط الناس العاديين الذين لا هم في العير ولا النفير.

لغز جميلة

جميلة إسماعيل

برامج quot;التوك شوquot; التي تبثها الفضائيات المصرية مساء، التقطت النبأ من صحيفة quot;المصري اليومquot; التي حققت مكانة مرموقة على الساحة الصحافية في مصر خلال سنوات قليلة، واتصل برنامج quot;العاشرة مساءquot;، الذي تبثه فضائية quot;دريمquot; المصرية بأيمن نور، الذي جدد نفيه لهذا الخبر جملة وتفصيلاً، كما أعلن أنه سيحتفل مع أسرته بعيد ميلاد زوجته جميلة، وتحدث عنها بطريقة بالغة الود والاحترام، وفي سياق تفسير الأمر ذهب نور إلى حد إتهام جهات لم يسمها باختلاق الخبر بهدف تشويه سمعته، والتشويش على فعاليات quot;يوم الغضبquot; الذي شارك فيه مع ممثلي عدة قوى أخرى، وفشل منظموه في تجاوز تسيير بضع تظاهرات محدودة داخل أسوار بعض الجامعات المصرية، ومرت الدعوة للإضراب العام في مصر وكأن شيئاً لم يكن.

مجدي الجلاد، رئيس تحرير صحيفة quot;المصري اليومquot; استمات في الدفاع عن مصداقية صحيفته، وأكد أن مصدر الخبر الذي نشرته هي جميلة إسماعيل، بالإضافة إلى محاميها أيضاً، بل وكشف أيضاً عن أن نور عرض عليه شراء كل نسخ الطبعة الأولى من الصحيفة على أن يلغي الخبر من الطبعات اللاحقة.

في المقابل جدد أيمن نور نفيه للخبر وقال إنه بصدد مقاضاة quot;المصري اليومquot; على اعتبار أن مسألة الطلاق قضية شخصية تخص طرفي العلاقة الزوجية، وبدا اختفاء وصمت جميلة إسماعيل ـ الطرف الثاني في العلاقة ـ ليثير تساؤلات مشروعة، فالكلمة الفصل في هذه القصة التي تقترب من تخوم النميمة هي في عهدة جميلة إسماعيل التي أثارت إعجاباً واحتراماً واسعين في الشارع المصري على اختلاف توجهاته، لمساندتها لزوجها أثناء محنته وحبسه بصرف النظر عن أسباب الحبس أو ملابساته، فالمهم لدى قطاعات عريضة في الشارع المصري هو وفاء الزوجة لزوجها وصلابتها في مواجهة المحنة وتداعياتها

في القصة ذاتها تدخل الشاب نور ابن أيمن وجميلة، ليؤكد أنه كان مع والدته في بيت والدتها يوم الإثنين، وأخبرته بأنه لم يحدث طلاق، لكنه تساءل عن سبب هذا الاهتمام الإعلامي لو حدث فعلا، قائلاً إن quot;الأهم هو أخبار الاعتقالات لبعض الأشخاص في أحداث دعوة للإضراب العام في مصرquot;، كما يرى.

كان أيمن نور وجميلة إسماعيل قد ارتبطا بالخطوبة عام 1986 بعد تخرج quot;جميلةquot; مباشرة في كلية الإعلام في جامعة القاهرة، ثم تزوجا في العام 1989، وأنجبا نور وشادي.
ونظر مراقبون سياسيون في مصر إلى الإفراج عن نور باعتباره أبرز إجراء اتخذته الحكومة من بين سلسلة إجراءات أقدمت عليها السلطات المصرية خلال الأشهر الماضية وبدا أنه أمر مقصود لتحسين العلاقات مع واشنطن، بعد أن صار باراك أوباما رئيسا، وردت واشنطن بالإشادة بهذه الخطوة.
.