الخلافات تدب مجددا بين الكويت والعراق

عامر الحنتولي من الكويت: في وقت تتصاعد فيه أصوات جهات برلمانية كويتية رافضة بقوة أي قرار للحكومة الكويتية، بإسقاط ديون العراق والتعويضات المترتبة عليه للكويت، على خلفية غزوه للإمارة الخليجية عام 1990، إلا أن جهات برلمانية أخرى فضلت ممارسة الصمت والإسترخاء في الوقت الراهن، إنتظارًا لما ستسفر عنه القمة الأميركية الكويتية بين أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح والرئيس الأميركي باراك أوباما، وسط تهديدات برلمانية للحكومة الكويتية من الإقدام على أي خطوة سياسية من هذا النوع، مهما كانت المبررات والدوافع على اعتبار أن الحكومة الكويتية لا تملك استخدام هذا الحق دون الرجوع الى مجلس الأمة ممثل الشعب الكويتي ليقول كلمته، علمًا أن العلاقات الأميركية الأردنية قد باتت هي الأخرى على المحك بسبب ما يقال هنا في الداخل الكويتي عن وعد صرفته الإدارة الأميركية للعراق من وراء ظهر الكويت بإسقاط تلك الديون والتعويضات، وإخراج العراق من البند الأممي السابع.

وبإنتظار إنتهاء القمة الكويتية الأميركية في الأسبوع الأول من الشهر المقبل في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض فإن البرلمان الكويتي سيطالب الحكومة الكويتية بموقف سياسي واضح ومعلن من قضية الديون والتعويضات الكويتية، وحسم ما يتردد من وعود أميركية مسيئة للكويت، وسالبة لحقوقها التي قررها مجلس الأمن الدولي عبر قرارات أممية ملزمة، إذ أكد أكثر من نائب كويتي ضرورة إعادة النظر في العلقات بين الكويت وواشنطن، ما دامت الولايات الأميركية لا تراعي مصالح الكويت، وتحاول إختطاف قرارها السياسي في المسألة العراقية، وسط إنتقادات قوية للوعود الأميركية التي أسدتها القيادة الأميركية الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الشهر الماضي، علما أن مسؤولا عراقيا زار الكويت مطلع الشهر الحالي وأبلغ القيادة الكويتية والحكومة والبرلمان أن بغداد ملتزمة بالكامل بمسألة الديون والتعويضات، لكن رئيس مجلس النواب العراقي إياد السامرائي تمنى على القيادة الكويتية النظر الى اقتراحات عراقية بشأن مبادلة تلك الديون بإستثمارات حصرية وتفضيلية للقطاعين العام والخاص الكويتيين في العراق.

صورة وزعتها وكالة الانباء الكويتية الرسمية تظهر أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الاحمد الصباح وباراك أوباما قبل ان يصبح رئيسا للولايات المتحدة في الكويت اواخر يوليو 20 ، 2008. اوباما توقف في الكويت وهو في طريقه الى العراق.

وينتظر خلال الساعات القليلة المقبلة، وكذلك الأيام المقبلة أن يتصاعد السجال السياسي بين جهات برلمانية وأخرى حكومية تؤثر الصمت في الوقت الراهن، وسط أنباء تقول هنا داخل الكويت أن جنوح الحكومة نحو أي مسايرة لضغوطات أميركية قد تمارس على الكويت خلال الأسابيع المقبلة من شأنه أن يكون مشروع أزمة سياسية ثقيلة جدًا، إضافة الى وجود أجندة أزمات سياسية أخرى تنتظر دور الإنعقاد المقبل لتنفجر في حضن الحكومة، في ظل ترجيحات لا تزال عبارة عن تسريبات تقول أن الكويت قد تتفق مع واشنطن وبغداد على شكل جديد وقواعد جديدة لسداد تلك الديون أو التعويضات وتحفيضها على نحو مجز، ومد فترة سدادها، دون التخلي عن التعويضات أو الديون نفسها.